تمثلات
Volume 1, Numéro 1, Pages 51-64
2015-01-12

النحو والشعرية : الانحراف وتشكّل الدلالة وأثر ذلك على العبارة

الكاتب : بلقاسم د.سعيداني .

الملخص

إنّ الشعرية المعاصرة، وفي تشكيلية النص الحداثي كثيرا ما تركّز على الدلالة كنتاج معنوي قابل لتعدد التأويل، مما يؤثّر على الإفادة في الجملة في بعدها النحوي، فما هي العلاقة الجدلية بين الإبداع واللغة السليمة التي تقبلها المعايير النحوية وإلى أي مدى تحدى الواقع الشعري اليوم قواعد اللغة المعيارية ولو في حدّها الأدنى؟ فالمقال محاولة نقدية لسبر هذه الحالة اللغوية من منظور الشعرية الحديثة لإنّ التقديم والتأخير والعلاقة الإسنادية (فاعل ـ مفعول) مثلا ينتابها في النص الحداثي بعض الاضطراب من خلال استغلال آفاق البلاغة الجديدة، والحقيقة أن تجاوز الإفادة في الجملة الشعرية قد مر بمراحل واتخذ لذاته مستويات في شعر الحداثة، إذ أنه انطلق من رؤية مفادها تأسيس الواقعي في شروط معاصرة تتجاوز المواضعات القديمة بهدف بناء شعري متميّز، فتأتي الدلالة على غير المألوف، وذلك باستبدال الرؤية القديمة في الصّياغة الشعرية بأخرى مغايرة تستفيد من الكم الجمالي والمعرفي الذي ما فتئ يفرض نفسه في عالمنا المعاصر بحكم التطوّر الفلسفي وعملية التأثير والتأثر مع الآخر والتطوّر الذي حصل في الغرب عند النظر إلى جماليات الشعر وكيفية تشكّل هذه الجمالية، إضافة إلى إرادة التجريب الذاتية في سلوك طرق جديدة من أساليب التعبير، بتعطّيل النظام النحوي جزئيا على مستوى الإفادة كما نعرفها وتعارفنا عليها بداية من الاجتهادات الأولى في الفكر النحوي العربي، ونظرا للارتباط الوثيق بين النحو والدلالة، فالقواعد النحوية تختص بتحديد معنى الجملة، فإذا عطّلنا هذه الإختصاصات الوظيفية يصبح أمر الدلالة مرهونا بقدرة العناصر المعجمية على إقامة مستوى من العلاقات فيما بينها على أساس دور علاقات الغياب في تفسير علاقات الحضور، واكتشاف السياق، ليس كامتداد خطي أو مجرّد محيط لغوي، ولكن كفاعلية بنائية أو نصّية، ويتوقّف إدراك المعنى على هذه التفاعلية.

الكلمات المفتاحية

الشعرية، النحو، الدلالة، النص، الحداثة، اللغة، السياق