تمثلات
Volume 1, Numéro 1, Pages 9-34
2015-01-12
الكاتب : د. محمد السعيد عبدلي .
برغم الإمكانات المهمة التي يوفرها المنهج الموضوعاتي لدراسة النص الأدبي واستكشاف بنياته الفنية ودلالاته الفكرية فإن النقد الأدبي في البلاد العربية لم يلتفت إليه بالشكل الصحيح وبالقدر الكافي، ويعود سبب هذا الوضع في نظرنا، إلى أمرين: الأمر الأول هو تجذر الممارسات النقدية "الموضوعية"(1) الكلاسيكية في البلاد العربية منذ عشرات السنين؛ حيث حضرت في تلك الدراسات مضامين الأعمال الأدبية، وغابت منها أدبيتها، التي وحدها تميز النص الأدبي عن بقية النصوص العلمية بشكل خاص، والمعرفية بشكل عام. أما الأمر الثاني، فهو الجهل الذي يكاد أن يكون تاما بهذا المنهج، وبالدراسات التطبيقية التي تم إنجازها وفق إجراءاته، أو وفق توجهاته الفكرية والفلسفية بشكل عام في البلدان الغربية؛ وذلك بسبب غياب ترجمة نماذج من الأعمال النقدية التي تم إنجازها وفق إجراءات هذا المنهج أو وفق توجهاته الفكرية العامة، برغم أن كتاب "جماليات الفضاء" لغاستون باشلار قد نقله "غالب هلسا" إلى اللغة العربية منذ عدة سنوات تحت عنوان "جماليات المكان"، وأعيد طبعه عدة مرات، كانت طبعته الخامسة في سنة ألفين.
النقد الموضوعاتي، النقد الأدبي، النص الأدبي، الفلسفة