مجلة الخلدونية
Volume 7, Numéro 1, Pages 65-86
2014-12-01

الشعر البديعي في عصر الدويلات بين تعليمية البلاغة وتربية الذوق

الكاتب : زروقي عبد القادر .

الملخص

مما يُجمع عليه الباحثون والنقاد العرب إزاء هذا اللون الشعري المسمّى بالبديعيات، يمكن تلخيصه في اعتبارهم إياه من الألوان الشعرية المهضومة الحق نظرًا لعدم العكوف على دراسته الدراسة الجادة الرصينة التي تستنطق نصوصه بما يكفل الكشف عن سماتها الفنية ومخبوءاتها الشعرية، وإنّ من وقف عليها من الباحثين ــــ وهو نفر يسير جداًــــ لم يعطها ما تستحقه من التوغل في سَبرِ المقومات الأدبية والجمالية لهذا الجنس الأدبي، ولذا جاء معظم الدراسات للبديعيات وصفياً( ). لذا سنستطلع بهذه الدراسة بعضًا من هذه المقومات الفنية بفتح المجال أمام النزر القليل من أبيات هذا الفن لأن يبوح عن مفاتن القول فيه فيُسفرَ عن شعريته الكامنة خلف الملمح التعليمي الذي حجب هذا الفيض الإشراقي من مقول البديعيات وغطى كل ما من شأنه فيها أن يؤطرها في خانة الشعر بمفهومه الإبداعي لا البديعي والنظمي. لكنْ هذا لا يعني أننا ننفي عن البديعيات الطابع التعليمي الذي فرضته ظروف العصر الذي أُنشِئت فيه. وحتى ينتفي اللبس عن فنية أو علمية القصيدة البديعية، يجدر بنا أن نحيط علما ببعض القضايا - التاريخية والفنية - التي يتصدرها واقع إنتاج الشعر البديعي، وملمح الشعر عامة ونمط الإبداع الذي كان سائدا في هذا العصر. إننا الآن في عصر سُمّيَ بعصر الدويلات المتتابعة التي يتراوح عمرها إجمالا من سقوط الدولة العباسية على أيدي المغول، بسقوط بغداد عاصمة الخلافة سنة 656هــــ إلى مطلع العصر الحديث الذي يؤرَّخ له بنهاية القرن الثامن عشر ميلادي، وبالضبط بحملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م. اتخذ هذا العصر أطوارًا مختلفة، شكّلها الصراع السياسي وسقوط الحكم في أيدي غير العرب عبر دويلات متعاقبة يمكن ضبط أهم مفاصلها من خلال عهود أربعة (الزنكي، الأيوبي، المملوكي، العثماني).

الكلمات المفتاحية

الشعر البديعي، عصر الدويلات، تعليمية البلاغة