مجلة الخلدونية
Volume 7, Numéro 1, Pages 12-20
2014-12-01

المثقفون الفرنسيون والتعذيب

الكاتب : عسال نور الدين .

الملخص

شكلت ثورة الجزائر منعطفا هاما في التاريخ المعاصر لمثقفي فرنسا الذين تجاهلوا تماما أن فرنسا في حرب ضد الجزائر ولا يعيرون لحركات التحرر أي أهمية، فسياسة التعذيب التي مارسها الجيش الفرنسي ضد الشعب الجزائري لم تجد أي ردة فعل فعلية، فكان لا بد من انتظار سنة1955 حتى تحتل أخبار الجزائر صفحات الجرائد، ومساحات للنقاش ولتلفت الطبقة المثقفة الفرنسية إلى حقيقة الأمور، فقد كان هاجس شريحة واسعة من المفكرين بعد الحرب العالمية الثانية القضاء على الخطر النازي، وفهم العلاقات بين الشرق والغرب. فحقيقة أن بعض المثقفين الفرنسيين ساندوا نضال الشعب الجزائري، لكن ظهرت فئة أخرى لم تكتف بعدم المساندة بل أعلنت عن حقيقة أفكارها وفلسفتها المتمثلة في معاداة الاستقلال والحرية فهذا الأديب أندري مارلو André marlo وهو أحد أصدقاء ديغول الذي عبر عن أفكاره الأدبية وتجربته في الحرب العالمية الثانية في كتابه " الشرط الإنساني La condition humaine" وعانى من المعاملة الوحشية للألمان وأصبح وزيرا للثقافة في عهد الجمهورية الخامسة، يتنازل عن أفكاره ومواقفه التي كان يؤمن بها كالحرية الإنسانية، ورفض التصريح بأن الحكومة الفرنسية أمرت السلطات العسكرية في الجزائر بتطبيق أوامرها بممارسة التعذيب، وعندما طلب منه في سنة 1958 المشاركة ضمن مجموعة من المثقفين الفرنسيين الذين نددوا بالاستعمار رفض ذلك معتبرا أن فرنسا ليست دولة استعمارية في الجزائر، ولابد من ترك الأشياء تأخذ مجراها الطبيعي، ولو إلى حد التعذيب.

الكلمات المفتاحية

المثقفون الفرنسيون، التعذيب