مجلة إحالات
Volume 1, Numéro 2, Pages 224-235
2018-12-27

في مذكرات جسد متورم مقاربة سيميائية لتجربة السرطان عند عمار بلحسن

الكاتب : دليلة زغودي .

الملخص

بوغت عمار بلحسن، فوجد نفسه مضطرا لكتابة مذكراته الشخصية -على عجل- فدوّنها بحد شفرات الألم المقطّر المنبعث من ورم سرطاني ينهش الجسد.. فجاءت، في صورتها النهائية، كتابة بجسد متآكل، تآكلت معه الكثير من الكلمات؛ فوردت مبتورة، وطال التشويه الذي لحق بالخلايا صيغ كلمات أخرى فتشوهت، وانقطع تدفق سياقات عديدة .. كأنما مسها مغص ما فانكمشت متأوهة ، ولفّ بعضها الآخر تداع هذياني.. ارتبط، ربما، بجرعات المورفين ...وإلى ذلك كله، بدت اللغة ممزقة الأوصال كأن لغما انفجر فيها؛ وهي العبارة التي ترددت كثيرا في "يوميات الوجع" مكنيا بها عن الخلايا السرطانية المستفحلة في جسده. فلم تدون يومياته، فيما دونته في النهاية، شيئا غير تاريخ الأنسجة المتداعية، ومسار تلف الأعضاء المتقرحة، وسيرورة تهاوي حصون المناعة وخبو لهيب الحياة.. لتكون، في الأخير، سيرة جسد متسرطن. تحاول هذه المداخلة سميأة الورم السرطاني من خلال إخضاعه للمنظور السيميائي حول الجسد كما تبلور مع غريماس وفونطاني وزيلبربرغ وجان كلود كوكي... لدراسة الخلخلة والتصدع الذي يلحق بالجسد المصاب فيقوّض الأكوان الدلالية للذات، ويعطل عمل المآل حاكما على السيرورة المنتجة للمعنى بالتوقف، وعلى انحسار آفاق المعنى بالتالي، كاشفا عن تسرب المعنى من بين يدي الذات ... وبالتالي تفلت أسباب اتصالها بالعالم [الإنساني]

الكلمات المفتاحية

الورم- الدلالة - الجسد - السيميائية – المحسوس