اللّغة العربية
Volume 9, Numéro 2, Pages 237-268
2007-10-01

مهـن وحـرف الرقيـق في شـرق إفريقيـة 1806-1897 م أ.د. بنيان سعود تركي

الكاتب : بنيان سعود تركي .

الملخص

عرف الرق في مناطق متعددة من العالم، ومارسته بأنماط وأشكال مختلفة أمم وشعوب شتى، ولكنه ظل طوال العصور المختلفة يمثل حقيقة لا لبس فيها وهى ظلم الإنسان لأخيه الإنسان واستغلاله له وفرض سلطته ونفوذه عليه. وتطورت وسائل الرق وتنوعت أساليبه، مما ساهم ذلك بدوره في توسع عملياته. وعانت القارة الأفريقية كغيرها من قارات العالم من ممارسة الرق وتجارته، وزادت معاناة القارة مع الاندفاع الأوربي للسيطرة والاستعمار في العصر الحديث. وكان يوجد مركزان لتجارة الرقيق هما كلوة وزنجبار في الساحل الشرقي للقارة الأفريقية حيث تعد كلوة مصدرا للتصدير وزنجبار مصدرا للتوريد 1. وكان الرق في القرن التاسع عشر الميلادي -محل هذه الدراسة- جزءاً لا يتجزأ من التنظيم الاجتماعي والاقتصادي في شرق أفريقية، وكان يشمل الرقيق الذين يعملون في الإقطاعيات الزراعية وكذلك الذين يعملون في السوق المحلية، كما كان يشمل الرقيق من خدم البيوت بمن فيهم من جواري ومحظيات. ولعله من المفيد الإشارة إلى أن سكان زنجبار كانوا ينقسمون إلى المجموعات العرقية التالية: العرب والهنود والأوربيين والأفارقة والذين من بينهم الرقيق، وحسب تقدير 1895 م فإن الرقيق يمثلون ما نسبته ثلثي عدد السكان في سلطنة زنجبار العربية2. والدراسة التي نتصدى لها لن تتناول تجارة الرقيق والمراحل التي مرت بها عملية إلغاء الرق، وإنما تدرس وتحلل المهن والحرف التي كان يمارسها الرقيق خلال الفترة من البدايات الأولى للقرن التاسع عشر الميلادي وحتى قبيل نهاية القرن وتحديدا من عام 1806 م وحتى عام 1897 م في شرق أفريقية، وهي الفترة من عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي (سلطان عمان) (1806-1856) حتى إلغاء الصفة القانونية للرق في سلطنة زنجبار العربية 1897 م. وسوف نحاول في هذه الدراسة إلقاء الضوء على أهم المهن والحرف التي مارسها الرقيق وأهميتها في اقتصاديات السلطنة العربية، وكذلك الآثار المترتبة عليها ومدى تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي، وحسب علمي المتواضع لا توجد دراسة علمية أكاديمية باللغة العربية تناولت مهن وحرف الرقيق في شرق أفريقية، وقد اعتمدت في هذه الدراسة التاريخية على سجلات البرلمان البريطاني والعديد من المصادر والمراجع الأجنبية وبعض الكتابات العربية المتناثرة هنا وهناك.

الكلمات المفتاحية

الرق؛ الرقيق؛ شرق إفريقيا؛