اللّغة العربية
Volume 9, Numéro 2, Pages 169-190
2007-10-01

اللغة العربية وتدفق المعلومات

الكاتب : فريدة بن فضة .

الملخص

تعتبر اللغة ظاهرة اجتماعية تنعكس عليها، من خلال كل الظواهر التي تسود المجتمع من رفعة أو انحطاط، ومن تقدم أو تأخر، ومن نهوض أو كبوة، ولذلك فإنّ اللغة تنهض بنهوض المجتمع وتطوره، وتسقط بسقوط المجتمع وتأخره، ومن هنا لا يمكننا أن نتصور لغة متطورة في مجتمع متأخر حضاريا وصناعيا، لأنّ التقدم والحضارة والصناعة تقوم كلها باللغة وعلى أساس اللغة، فاللغة هي المحتوى وهي المضمون، وهي المرآة لكل حضارة وثقافة، ولأنّ اللغات اليوم ليست وسيلة للتبليغ والتواصل فحسب، بل القوة الفاعلة والفعالة والمسيطرة على العالم، فهي أقوي وأعتى من القنابل الذرية، لذا تسابق الأقوياء في نشر لغاتهم عبر المراكز الثقافية أولا، والإنترنت ثانيا، ليصلوا إلى العولمة التي يرمون من ورائها إلى الهيمنة التامة على الإنسانية جمعاء في لغتها وفكرها ومصطلحاتها ومخترعاتها، فما المقصود بالعولمة؟ وما هو واجبنا للحفاظ على لغتنا وهويتنا أمام شبح العولمة؟ ما هي الأهداف الكبرى لمشروع العولمة؟ وما هي النوايا الحقيقية المنضوية تحت ألويتها؟ ما علاقة العولمة بالهوية؟ هل هما صنوان؟ أم أنّهما يقفان على طرفي نقيض ويتصارعان؟ هل العولمة تأكيد وترسيخ للهوية أم هي تشويه لها؟ أين يتموضع العربي أمام سعي الغربي لاحتوائه حضاريا وثقافيا بين ثقافة الانتماء وثقافة الإقصاء؟ وما دوره كفاعل اجتماعي له تأثيره في تفعيل بنية المنظومة الثقافية العربية؟ وكيف ستتعامل اللغة العربية مع هذا المرفق العلمي المعلوماتي الجديد؟ وهل سيفرض ذلك على اللغة تغييرات معينة سواء شكلية أم جوهرية؟ وهل بالإمكان استعمال اللغة العربية كأداة، من أداوت نقل الثقافة والفكر إلى شعوب أخرى؟ تلك هي أهم الأسئلة الفكرية لاختيار راهن للثقافة العربية ووضع المثقف العربي في بحثه عن الاستنارة بفكر وثقافة الآخر بكل ما قد يشحن به مصطلح الآخر من رؤى ودلالات.

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية؛ تدفق المعلومات؛ الحضارة؛ الصاعة