اللّغة العربية
Volume 9, Numéro 2, Pages 53-82
2007-10-01

كلمات في ميزان الفصاحة العربية

الكاتب : محمد الحباس .

الملخص

هدفنا من هذا البحث هو تسليط الضوء على مجموعة من الكلمات التي عدها بعض الكتاب العرب الأولون ضمن لحن العامة، ولكننا بعد البحث الحثيث وجدنا أن لها أصلا في العربية، ولذا فهي ليست من قبيل اللحن الذي ألف فيه أولئك الكتاب كتبهم الموسومة بلحن العامة. إننا نعتقد أن الأسباب التي أدت بالعامة إلى الخروج من الفصحى إلى ما اعتبره أصحاب هذه المؤلفات لحنا، هي نفسها التي جعلت الفصحاء من العرب يستعملون هذه الكلمات، فمثلا تسكين عين الثلاثي ظاهرة اقتصادية استعملها الفصحاء، واستعملها كذلك من عدت لغتهم بعد ذلك ملحونة، فإذا قلنا إن السبب في قول العامة فسُد بضم السين هو أنهم أرادوا إلحاقه بباب فعُل لاشتراكهما في اللزوم، ثم وجدنا أن فسُد بالضم لغة فصيحة، فلا غرابة أن يكون السبب الذي جعل الفصحاء يقولون فسُد هو نفسه الذي دعا العامة إلى انتهاج هذا النهج. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن المؤلفين في لحن العامة تختلف درجة التحرج عندهم، وتضيق دائرة الفصاحة وتتسع تبعا لمنهج كل مؤلف، ولهذا وجدنا ما اعتبره هذا لحنا عده ذاك فصيحا، والعكس بالعكس، وهذه الظاهرة -ظاهرة اختلاف المنهج- كانت موجودة عند الرواد من رواة اللغة، من أمثال أبي عمرو بن العلاء، والأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي زيد الأنصاري، وغيرهم، حيث كانوا يختلفون في درجة التحرج -وإن كانوا كلهم بصريين- وكان الأصمعي أكثرهم تحرجا، لا يقبل إلا الفصيح الموثوق بصحته، وكان من شدة تحرجه يرفض شعر الكميت بن زيد، في حين استشهد بشعره سيبويه، وكذلك كان الفراء الكوفي، وهو القائل : "إلا أن تسمع شيئا من بدوي فصيح فتقوله "1، وهو القائل أيضا : "ولو تجوزت لرخصت لك أن تقول : رأيت الرجلان، ولقلت : أردت أن تقول ذلك"2، ومفهوم كلامه أنه يرفض هاتين اللغتين، وإن كانتا من لغات العرب إلا أنهما ضعيفتان بالقياس إلى لغة الكافة.

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية؛ الفصاحة؛ الفصحى؛ الكتاب العرب