مجلة منبر التراث الأثري
Volume 3, Numéro 1, Pages 207-233
2014-12-01

عمارة الأبراج بضواحي مدينة تونس خلال القرن التاسع عشر

الكاتب : بية عبيدي بالحاج .

الملخص

تعد ضواحي مدينة تونس، ونخص بالذكر الضاحية الشمالية، ومنذ الفترة الحفصية وإلى حدود أواخر العهد العثماني مكان تنزّه الملوك وراحتهم. ولا يزال عدد كبير من الأبراج والقصور والسرايات التي شيّدت خلال فترات تاريخية مختلفة قائما إلى اليوم. وهي تعكس جليا تطوّر ملامح وخصائص هذه العمائر الفريدة والفاخرة. ولقد لعبت هذه المباني دورا محوريا في تعمير الضواحي والارتقاء بوظائفها وتطوير مجالها المستغل معماريا واقتصاديا، وتدعيم بنيتها الأساسية. ولقد استغرق هذا التطوّر المجالي وخاصة العمراني قرونا قضتها الضواحي في مراوحة عسيرة بين الظهور والضمور. وكانت إعادة بنائها تنطلق في كل مرة بصفة خاصة من مقرّات النزهة. فباستقرار الحكام بها تصبح الضاحية محط اهتمام رجال السلطة والمقربين منهم وعامة الناس. فتتكاثف حركة إنشاء المباني واتخاذ المرافق المختلفة من سواني وبساتين، مما يجعل منها مشروع سلطوي بالدرجة الأولى. لكن الجدير بالذكر أن طول المراوحة وبقاء الضواحي مدة طويلة خالية ومهجورة لا ينفي تجذّر ظاهرة السكن والعمران في هذه المناطق والتي تعود إلى فترات قديمة جدا. ولا تعدو فترات الانتكاس - رغم طول مدتها- أن تكون استطرادا كبيرا في مسيرة التعمير الطويلة التي ستستقر وتكتمل في آخر العهد الحسيني. واستئناف عمليات النمو العمراني وإعادة نسجها من جديد يعود غالبا لاهتمام السلطة الرسمية بهذه المجالات

الكلمات المفتاحية

عمارة الأبراج ؛ مدينة تونس ؛ الفترة الحفصية