اللّغة العربية
Volume 5, Numéro 1, Pages 123-242
2003-06-01

التراث اليوناني من المحلية إلى العالمية عبر اللغة العربية

الكاتب : أحمد بناسي .

الملخص

منذ البداية، أود أن أشير هنا إلى أن هذا التدخل المتواضع لا يتناول موضوعا بالنقد والتحليل وإنما هو سرد لوقائع أبرزتها من عمق التاريخ للبرهنة على أن التراث اليوناني لم يولد تام التكوين، وإنه لم يكتسب الطابع العالمي إلا عبر قرون عديدة، وأن هذه العالمية لم يكتسبها إلا بفضل انتشار الإسلام، وبلغة القرآن الكريم. إنه لمن الحقائق الأولية، والثابتة أن الفلسفة لم تنبع من أرض اليونان بالذات، وإنما نبعت من مستعمراتها، أي جنوب اليونان على يد فلاسفة عديدين، كان همهم الوحيد، هو الإجابة على سؤال ملح : ما هو مصدر الكون، وما هو جوهر وجوده ؟ فمنهم من قال : إن الماء هو أصل الكون، ومنهم من قال : العدد، إلخ. الملاحظ أن هؤلاء الفلاسفة، اتجهوا كلهم إلى الطبيعة، يستنطقونها، ولذلك سموا بالفلاسفة الطبيعيين. ولقد دامت هذه الحقبة نحو قرن ونصف أي 600 سنة قبل ميلاد المسيح إلى غاية 450 ق م. ونتيجة لظروف وصراعات سياسية، واجتماعية لا داعي لذكرها الآن، انتقلت الفلسفة إلى أثينا بالذات فلقد ظهر السفسطائيون فجعلوا شعارهم، الإنسان مقياس الحقيقة، وأن الحقائق نسبية، وليست مطلقة، فمادام الفلاسفة السابقون لم يتفقوا على مصدر الكون، فالحقائق إذن نسبية، وبعد السفسطائيين جاء سقراط، ثم أفلاطون ثم أرسطو، وهذه المرحلة تمثل أزهى عصور الفلسفة اليونانية وإن تأثيرها على الفكر البشري ما يزال إلى الآن

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية؛ التراث اليوناني؛ المحلي؛ العالمي؛ التاريخ