اللّغة العربية
Volume 5, Numéro 1, Pages 31-54
2003-06-01
الكاتب : أبو العيد دودو .
شغلني موضوع الساحر أوفريوس اليوناني وسحره قبل ما يقرب من ثلاثين سنة، وكتبت عنه في ذلك الحين مقالا من صفحتين أو ثلاث، فيه كثير من العفوية، ولعل شيئا من هذه العفوية لا يزال عالقا ببعض فقراته في هذه الدراسة الجديدة، يجعل لها شيئا من الذاتية. وكنت قد نشرته في أحد أعداد مجلة " ألوان"، التي كان يشرف عليها الشاعران الصديقان أبو القاسم خمار وعمرالبرناوي، ووقعته باسم مستعار، هو الدعاس، أخذته من اسم أحد أبناء قريتي، كان فيما أذكر، يجبر العظام عن طريق الألواح الخشبية والأربطة. وكنت قد أردت من وراء ذلك أن أبين على نحو ما أننا نحن الجزائريين، أو معظمنا على الأقل، لا نملك حسا فنيا ولا جماليا، لا في الطبيعة ولا في المحيط، لا في حياتنا العامة ولا في حياتنا الخاصة، وعبرت عن أملي في أن يكون لنا موسيقي أوشاعر، يرشدنا إلى كل ذلك، يرينا أن الحياة بلا فن، بمختلف أشكاله، السمعية منها والبصرية على حد سواء، لا تختلف عن حياة الكائنات الأخرى، أوجابر من طراز آخر يجبر ألياف أدمغتنا المختلطة أو يدعسها علها تنفتح على ما في العالم الخارجي من فتنة وجمال ! ونسيت الموضوع بعدئذ، و لم أعد أهتم به لظهور مسائل أخرى، كانت تتطلب اهتماما مغايرا لذلك الاتجاه تماما. وذات يوم عثرت على ذلك المقال بين أوراقي القديمة، كما عثرت على كتاب للناقد السويسري فالتر موشغ 1898-1965( تحت عنوان "تاريخ الأدب المأساوي"(1)، كنت ـ ولا أزال ـ أعده من أجمل الكتب النقدية في هذا المجال. فقد تحدث فيه عن موضوعات كثيرة مختلفة، تدور كلها حول الفن والفنانين على تباين مشاربهم ومعاناتهم، واختلاف مآسيهم ومصائرهم، كان من بينها حديثه عن هذا الساحر بالذات، الذى كانت له هو الآخر مأساته المريعة. وفجأة وجدتني أعود إلى موضوعي القديم وأحاول صياغته من جديد على هذه الصورة الموالية، وإعادة الصياغة أمر عند الأدباء والكتاب والباحثين، لا اعتمادا عليه وحده وإنما عدت إلى مصادر أخرى تتصل بالموضوع نفسه. وأعترف أن شغفي الأول به يعود الفضل فيه إلى دريني خشبه، الذى روى قصة أورفيوس ـ على عادته ـ بأسلوب شاعري جميل
موشغ؛ السحر؛ الساحر؛ دراسة نقدية
جميل محمد جبر السيد عبد الله
.
ص 14-40.
سعد عمر
.
قرفة زينة
.
ص 810-818.