التراث
Volume 4, Numéro 7, Pages 145-151
2014-12-15
صناعة المعاجم إثراء لرصيدنا اللساني و تحقيق لأمننا اللغوي.
الكاتب : عطية طيباوي .
الملخص
اللغة رصيد يسند ظهور الأمم ، يغني الجراب التراثي ويُسْلم إلى الحفظ والبعد عن الزلل ، وهي عضادة الباب ومرجع أولي الألباب ، وأمنا لكل أمة تبتغي إرساخ هويتها ومعالم مجدها . واللسان العربي كائن حي لا يكفّ عن النمو ولا عن مسايرة الأحوال والعصور ، متجدد يفرض وجوده مع الخصوم ، متماشيا مع التمدن ومستجدات الحياة من غير تخلّف ولا توان ، بسعته وفضله وعلوّ مكانته ،كما أرشد إلى ذلك الزبيدي في مقاصده العشرة . وما فتئت معاجمنا أهمّ رافد لغوي ،جعل يافوخ العربية يلامس عنان السماء ، لتتّضح من إثره تلك الذاتية العربية الموطدة ، وليس بدعا من القول بعد ذلك أن نعدّها أسباب سؤددنا وأمنا للغتنا . أما واللغة تشهد تناوشا كبيرا بعضه ظاهر للعيان ، وآخر متبطّن ، ومثالب خفية ومزاحمة عامية وضرّة لهجية ، فما بالنا نلحظ ذلك وأنفسنا مشرئبة إلى معين لايعرف نضبا ، وماض يشعّ مجدا ، ذلك الموروث الحضاري اللغوي الذي سطرته" أنامل من صدقت طويتهم ، وقويت مثابرهم ، فكيف لنا أن نتذوق عذب أصالتهم ، ونتدبّر رائق حصادهم " - على حدّ تعبير الأستاذ الجابري سالت - ، ونحن نشكو استعصاء المصادر ومدلهمات الطرائق لذلك كان لزاما أن نطرح ملمحا لعله يكون رصيدا لشبابنا ، ومن ثمّ إفراز آليات عرضه وتوضيحه ، فلاحت لنا فكرة صناعة المعاجم وطرق عرضها تحت مبدأ موسوم ب" بناء المعاجم إثراء لرصيدنا اللساني وتحقيق لأمننا اللغوي ولا يراودنا في كلّ هذا إلاّ أن يكون المعجم عونا للطلاب في بناء أساس لغوي مائز، تنمية لرصيدهم اللغوي وتعزيزا لهويتهم ، وهذا ما نادى به الدكتور علي القاسمي في ضرورة الاهتمام بالثقافة المعجمية للطلاب ، مما يوثق صلا تهم بفنون المعرفة ، ولقائل أن يقول ما السبيل إلى استكناه هذه المصادر والبضاعة مزجاة والإرادة باهتة وهزيلة . وحتى يتأتى الظّفر بذلك كان لابدّ من البحث عن فكرة مثلى تعرض هذا المعين الزاخر ، فأردنا طرح مسلك الجذر اللغوي، ومن ثمّ الوقوف على أبنيته ومتعلَّقاته المختلفة بمنهجية لعلّها تكون بعون الله دقيقة ومرغّبة في آن واحد. فيجد الطلاب بعد ذلك أّ نهم سعوا إلى تحصيل ملكة علمية عبر التعامل مع مصادر وأمّهات لغوية وتراثية وغيرها، كان الولوج إليها من الصعوبة بمكان.
الكلمات المفتاحية
المعاجم، اللغوي، المعرفة،ملكة العلم،منهجية.
مقالات مماثلة
حاج هني محمد
.
روقاب جميلة
.
ص 11-29.
