التراث
Volume 4, Numéro 7, Pages 55-68
2014-12-15
الكاتب : طاهر براهيمي .
لا شك أن معرفة مشكلات القراءات القرآنية وطرق دفعها ذات أهمية بالغة ، ولهذا انبرى علماؤنا قديما إلى تأسيس علم تطور مع تطور علم القراءات ، وأُلفت فيه كتب مستقلة عُرِفت بكتب الاحتجاج أشهرها حجة أبي علي الفارسي ، والحجة في القراءات السبع لابن خالويه ، والحجة لأبي زرعة بن زنجلة ، والكشف عن وجوه القراءات وعللها لمكي بن أبي طالب القيسي ... ويندرج ضمن هذا الجهد ما هو موجود في كتب التفسير من محاولات لدفع الإشكال عن القراءات القرآنية ، بل جهد المفسرين أقرب إلى الصواب من غيرهم لمراعاتهم السياق والمعنى العام للسورة واستحضارهم للمتشابه السياقي في القرآن الكريم كله . ومن أشهر التفاسير التي اعتنت بتوجيه القراءات والاحتجاج لها تفسير الدر المصون في علم الكتاب المكنون لصاحبه السمين الحلبي ، وهذا التفسير فضلا عن كونه تفسيرا شاملا للقرآن الكريم جمع الكثير من أقوال السلف فإنه محاولة استقصائية لجميع القراءات القرآنية متواترها وشاذها مع تخريج كل قراءة وتعليل كل رأي وذكر دليل كل فريق وما يُعترضُ به عليه ، قال السمين في مقدمة تفسيره : " فإني تعرضت للقراءات المشهورة والشاذة وما ذكر الناس في توجيهها " . مع شيء من التوسع في عرض الأوجه النحوية للقراءات القرآنية لا سيما المشكلة منها ، وكان رده على النحاة مصيبا حد المقطع في الخلاف ومسايرا لمبدأ اختلاف التنوع دون التضاد فنقع بحججه غلة شقى بها طالبوا الاحتجاج للقراءات القرآنية . مرتكزا في ، ذلك على قواعد علمية صارمة نروم استقصاء بعضها في هذا المقال . وقبل عرض منهج السمين الحلبي لا بد من ذكر موقف النحاة من القراءات القرآنية المتواترة وبيان اضطراب بعضهم إزاء تلك القراءات ، مع دفع توهم مغالاة البصريين دون الكوفيين في تلحينها والطعن وفي رواتها.
النهج، السمين الحلبي، الكتب، القرآن.
طاهر براهيمي
.
ص 103-118.
عبد الغاني أوعامري
.
ص 471-486.