التراث
Volume 4, Numéro 7, Pages 43-54
2014-12-15

عبد الرحمن بن عبد القادر الراشدي المجاجي الجزائري وكتابه التعريج والتبريج في ذكر أحكام المغارسة والتصيير والتوليج

الكاتب : خالد بوشمة .

الملخص

يعد التراث المخطوط من أهم لبنات البناء الحضاري للأمم في العصر الحديث ؛ لأن الأمة التي ل ماضي لها تستند إليه، لا حاضر لها ولا مستقبل، ولهذا راحت مختلف الأمم في شتى بقاع الدنيا تحيي تراثها المخطوط، وتبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وتنشئ المعاهد والمراكز التي تعنى بذلك. وإذا كان التراث العربي والإسلامي في المشرق لقي الاهتمام في كثير من الدول العربية والإسلامية هناك، ولا سيما المخطوطات التي تشكل دعامته الأساسية، فراحت تحافظ عليه في المكتبات، وتحييه منذ عقود من الزمن عبر مبادرات فردية ومؤسسات رسمية، فإنّه في الجزائر – رغم الجهود المبذولة - ما زال لم يلق العناية اللازمة التي يستحقها، لأنّه لم يجمع جله في المكتبات المختصة، ولأنّ أكثره مازال أسير الأدراج، وما خرج منه إلى النور خرج بسبب مبادرات الفردية، واجتهادات الشخصية. ولكن مع هذا الواقع المثبّط لم يتوان الباحثون الجزائريون عبر عقود من الزمن، بالرغم من العوائق الكبيرة التي تحيط بإحياء التراث الجزائري المخطوط، وأبرز هذه العوائق تبعثر هذا التراث في مكتبات العالم، وتفرقه عند الخواص في الزوايا والقرى والفيافي والصحاري. وفي هذا لا يمكن أن ننكر فضل جهود الكثير ممن سعى لإحياء التراث الجزائري، وعلى رأسهم رائد إحياء المخطوطات الجزائرية، وهو علامة الجزائر محمد بن أبي شنب رحمه الله، وجزاه عن الجزائر خير الجزاء، فسيبقى التاريخ دائما يذكر له بأنّه من أوائل إن لم نقل الأول من سعى في ذلك، كما لا يمكن أن ننكر فضل ثلة من الباحثين في ذلك ؛ كأحمد توفيق المدني، وإسماعيل العربي، وأبو القاسم سعد الله، وعبد الحميد حاجيات، ومحمد علي دبوز، وناصر الدين سعيدوني، ومولاي بلحميسي، ومحمود بوعياد، وغيرهم كثير ممن لا يسع المكان لذكرهم جميعا. وإسهاما مني بوضع لبنة من لبنات هذا الصرح في خدمة التراث الجزائري، سأتناول في هذا المقال التعريف بأحد أعلام الجزائر الأفذاذ وأهم أعماله العلمية، والذي ظلمه أهله قبل أن يظلمه الغريب، وهو عبد الرحمن بن عبد القادر المجاجي، وكتابه التعريج والتبريج في ذكر أحكام المغارسة والتصيير والتوليج

الكلمات المفتاحية

التراث، عبد القادر الراشدي، التعريج، التبريج، أعلام الجزائر.