Revue Des Sciences Humaines
Volume 25, Numéro 2, Pages 357-373
2014-06-30

نحو تفعيل دور الهياكل الصحية القاعدية للمنظومة الصحية الجزائرية

الكاتب : عيساوي نصر الدين . براهمية ابراهيم .

الملخص

تعتبر الهياكل الصحية القاعدية حجر الزاوية في المنظومة الصحية نظرا إلى الدور الذي تلعبه في مجال الوقاية والعلاج الأولي. مكانتها في هيكلة المنظومة الصحية تجعلها في تواصل مستمر مع السكان، الذين تتكفل بصحتهم قبل أن تقوم بتوجيههم- إذا تطلب الأمر ذلك- إلى مصالح العلاج المتخصصة في مستويات أعلى من هرم المنظومة. فهي تقوم بتوفير علاج الطب العام ثم توجيه المريض نحو المؤسسات الاستشفائية المتخصصة مع متابعة تطور وضعه الصحي و ذلك يتم في إطار منظومة صحية مهيكلة حسب تدرج خدمات العلاج. يلعب الطبيب الذي ينشط في مثل هذه الهياكل دور طبيب العائلة، من حيث تغطية الاحتياجات الصحية للأسر التي توجد تحت تغطية المؤسسة الصحية القاعدية: فهو يقوم بالوقاية، فحص المرضى المقبلين على المركز الصحي، توفير العلاج العام، تقديم النصائح والإرشادات و التوجيه. كما يتولى الطبيب العام توجيه المريض إلى المؤسسة الاستشفائية و متابعة ملفه الصحي حتى حالة الشفاء. يبرز إذن الدور المحوري الذي يقوم به الطبيب العام المنتمي للهيكل الصحي القاعدي، الذي بفضل نشاطه يجنب اكتظاظ المؤسسات الاستشفائية ومصالح الاستعجالات، و منه يساهم في تقليص تكاليف العلاج. غير أن المؤسسات الصحية القاعدية تعاني من عقبات كثيرة تحول دون فعالية نشاطها، و من بينها قلة الموارد البشرية أو عدم ملائمتها، انعدام توفر العتاد الطبي أو المواد الصيدلانية. إذن و لكي تلعب الهياكل الصحية القاعدية دورها المنوط بها على أكمل وجه، وجب العناية بها و رفع التكفل بها إلى مستوى الرهانات التي تواجهها. سنتطرق في مقالنا هذا إلى وضع وتطور تنظيم الهياكل المعنية بالموازاة مع تطور المنظومة الصحية الجزائرية، التركيز على أهم القيود والصعوبات التي واجهت هذه المؤسسات الصحية، مع محاولة بلورة حلول موضوعية قابلة للأخذ بعين الاعتبار أو مقتبسة من منظومات صحية لبعض البلدان المتطورة.

الكلمات المفتاحية

دور الهياكل الصحية القاعدية, منظومة الصحية الجزائرية