التراث
Volume 4, Numéro 3, Pages 85-102
2014-03-15

التدين وانعكاسه على الأداء الوظيفي للمعلمين دراسة ميدانية بابتدائيات مدينة الجلفة

الكاتب : بوجمعة جاب لله . عبد الحفيظ القيزي .

الملخص

شكل الدين والسلوك الاقتصادي لوقت طويل محور اهتمام الباحثين الاجتماعيين فكانت دراسة ماكس فيبر -الأخلاق البروتستانتية و روح الرأسمالية- باكورة هذه الأبحاث، و لم تكن دراسة كيندي وواطسون-التدين وأخلاقيات العمل-خاتمة هذه الأبحاث، و لعل هذا الاتجاه إلى دراسة هذا الموضوع تنبع من أن الدين هو احدالأنساق المحددة للسلوك الإنساني و كذلك لكون العامل أو الموظف من حيث هو فاعل اجتماعي لا يستطيع أن ينسلخ من هويته حيث التدين جزء من هذه الهوية . من هنا جاءت دراستنا هذه لتسلط الضوء على العلاقة بين الدين و السلوك الاقتصادي متمثلا في الالتزام الوظيفي للعمال، اخذين بعين الاعتبار قلة الدراسات حول اثر الدين الإسلامي في الأداء الوظيفي للعمال و ذلك على الرغم من الفوائد المفترضة للتدين إلا أن هناك قلة من الأدلة التجريبية على ذلك . و إذا نظرنا إلى العبادات التي شرعت في الإسلام وجدنا أ نها ليست طقوسا مبهمة تربط الإنسان بعالم الغيب و ليست حركات و أعمال غامضة لا معنى لها بل هي ذات غاية قال تعالى:"و أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر " سورة العنكبوت الآية (54) ، و قال تعالى :"الحج اشهر المعلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق ولا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه لله و تزودوا فان خير الزاد التقوى و اتقون يا أولي الألباب " سورة البقرة الآية (197) و قال ص " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس ﻟﻠﻪ حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ". فالصلاة و الصيام و الحج وما أشبه هذه العبادات لا يكون لها قيمة ما لم تؤدي الوظيفة التي فرضت و أنزلت من اجلها .روي عن الإمام احمد ابن حنبل في مسنده أن رجلا قال للرسول ص):" يا رسول لله :إنا فلانة تذكر من كثرة صلاﺗﻬا و صيامها و صدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، فقال هي في النار " . و قال (ص): " ثلاث من كن فيه فهو منافق و إن صام و صلى و حج و اعتمر و قال إني مسلم ، إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف و إذا عاهد خان" . هذا الفهم لدور التدين في تحديد سلوك الموظفين و انعكاسه على أدائهم هو محور هذه الدراسة ,من خلال تتبع مدى حضور هذه الظاهرة وسط المعلمين(مجتمع الدراسة )و مدى أهميتها و جدواها حيث الهدف وصف الظاهرة و تحليلها .

الكلمات المفتاحية

التدين، الآداء، المعلمين.