التراث
Volume 3, Numéro 5, Pages 99-111
2013-11-15

الأسلوب بين القدامى والمحدثين

الكاتب : عبد القادر زين .

الملخص

لم يعن العرب بشأن من شؤون حياتهم عنايتهم بفن القول في نثرهم وشعرهم ، فالبيان فيهم طبع وسليقة ، به يتمادحون وعليه يعولون في تسليم مقاليد التقديم والرفعة لمن بزهم في حلبة ميدانه وسبقهم بجواد مِقْوَلِه بعد أن أرخى عنانه ، لذا أولوا سبل إجادة القول وحسن سبكه وترتيبه من ضروب العناية ماهداهم إليه تصورهم لمعناه وما قادهم فهمهم لحد غايته ومنتهاه ، وكانوا في أول أمرهم يحشدون التأييد لإظهار معجزة القرآن الكريم وإظهار مباينته لكلام المخلوقين ، بعد أن عجز الشعراء والخطباء عن مجاراة فصاحته والسير في ركاب بلاغته ، فجمعوا معايير الفصاحة والبلاغة من منثور الكلام ومنظومه وأخذ التأليف في علوم البلاغة تتوطد أركانه ويُشيّد بنياته. والمتأمل في الأسلوب يجد أنه أعلق الأشياء بصاحبه وأدلها على شخصيته ، لذا يلجأ الكثير من المحللين في استقراء النفسيات والتعرف على الشخصيات إلى تحليل كلام أصحابها ، فالخواطر والخلجات إذا جاشت في النفس وحاكت في الصدر لاتجد متنفسا ومخرجا إلا اللسان فتظهر في فلتاته وتنجلي في كبواته . وللعرب نظرات ثاقبة في الأساليب وتحليل بنياتها وتراكيبها سبقت مقولة بيفون وأسلوبية شارل بالي ومن جاؤوا بعده بقرون طويلة وفي هذه المقالة أردت أن أعرض لهذه النظرات التراثية باستعراض بعض الومضات من تراثنا البلاغي النقدي في هذاالشأن وإن كان الأمر يحتاج إلى العشرات والمئات من البحوث والمقالات لتجليته ، كما عملت على أن لا أخلي البحث من بعض اقوال المحدثين في نظرتهم للأسلوب من علماء الغرب أو العرب .

الكلمات المفتاحية

التراث، البيانات، البلاغة، المقالات، القرآن.