التراث
Volume 3, Numéro 2, Pages 181-240
2013-04-15

طرق ومناهج تحقيق التراث والمخطوطات التاريخية مخطوط رحلة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنيلاني إلى الحج 1189 ه 1775- م أنموذجاً

الكاتب : خيرالدين شترة .

الملخص

إن تحليل المخطوطات تحليلاً منهجياً نقدياً – خصوصاً المخطوطات التاريخية – هي مهمة صعبة ومعقدة وتتطلب دراية عميقة بهذا الفن، ولذا فإنه لا يتصدى لها سوى أولئك العلماء الذين لديهم دُربة وخبرة بتحقيق التراث والمخطوطات، ويُحيطون بقواعد هذا الفن وأصوله. فالغاية القصوى لأي محقق في أي مجال تخصصي يريد التحقيق في إحدى مصادره هي أن يخرج الكتاب الذي حققه كما أراده صاحبه وتركه عليه من حيث المعلومات ، وكما يريده القارئ من حيث سهولة تناوله بالقراءة والتحصيل، وبما أن الكتابات التاريخية والتراثية من أصعب المجالات التخصصية من حيث الدقة والتثبت والأمانة والتمحيص فالواجب على المهتم بالتحقيق في هذا المجال أن يكون على قدر كبير من الإحاطة بهذه الخصال البحثية المتميزة، ولا يتأتى له ذلك إلا إذا كان ملماً بالعلم الذي حوته هذه المخطوطة أو تلك. إن المخطوط يمثل مصدراً مهماً من مصادر البحث العلمي عموماً والبحث في التراث خصوصاً واستفادة الباحث من المخطوط تكون إما بالاستعمال المباشر لمحتويات مادته في مختلف البحوث أو باتخاذه محور دراسة في بحث أكاديمي قصد تحقيقه أو دراسته. وليس من المبالغة في شيء إذا قلنا أن المخطوطات العربية هي من أقدم الآثار الفكرية والإنسانية التي وصلتنا سالمة حتى هذا العصر، وليس من المبالغة في شيء كذلك إذا قلنا أن المخطوطات العربية قد فاقت في عددها وتنوعها أي تراث فكري عالمي آخر. لكن مع كل هذا فقد استطاع العدد القليل من هذا الإرث أن يفلت من قبضة الزمن وظل هذا القليل ولفترة طويلة مجهولاً عن عامة الباحثين لعدم وجود فهارس تذكره .

الكلمات المفتاحية

تحليل، المخطوط، التراث، المعلومة.