اللّغة العربية
Volume 12, Numéro 2, Pages 187-208
2010-06-01

أفكار في الإصلاحات التربوية

الكاتب : صــالح بلعيد .

الملخص

أحسّ بواجب تقديم أفكار علمية لما يجب أن تكون عليه منظومتنا التربوية في لاحق من إصلاحاتها، بتقديم الأفكار النقدية التي تعمل على الإثراء، بصفتي مدرّساً ووليَ التلميذ، وأعتبر نفسي من النخبة التي يجب أن تضع يدها في العجين في تقديم ما تراه في صالح التطوير والتفعيل التربوي من أجل رقي أفكار أولادنا الذين سوف يحاسبوننا على القدر البسيط ممّا أوتينا به من أفكار، فهل وظّفناها في خدمة الشأن العام. ومن هنا أقول كان عليّ إنتاج الأفكار، وعلى صاحب الأمر أن يصنع القرار، فها أنا أقدّم ما وسعني علمي في هذا المجال من خلال الملاحظات والتجارب والدراسات الميدانية في عملية التعليم بصفة عامة. ومن دواعي الإصلاحات الفشل الذي مُنيت به السياسة التربوية في السنوات الأخيرة: شرخ بين المؤسّسات، عجز عن تمكين المتعلّم من سلامة اللغة، شلل في الإبداع، كلام مكرور، سرقات أدبية وعلمية، العيش في التاريخانية، تخريج البطّالين، ضعف المستوى المنحدر باستمرار، غياب الكفاءة المهنية والتقنية، فراغ في النهضة الثقافية، ملل ثقافي مخيف... وتعود الكثير من هذه النقائص والعوائق إلى التخلّف الثقافي في محتوى التربية والتعليم، دون إجراء تعديلات تمسّ الجوهر، ورغم ما عرفته المدرسة من إصلاحات، إلاّ أنّها كانت حينية ومصطنعة، وإملاءات حملت شعارات واهية، ولم تعمل على سدّ المستوى المنحدر في كلّ اللغات التي تستعملها المدرسة، ولقد انعكس ذلك على النسيج الاجتماعي الجزائري الذي غرق في حمى الفرنسة، وفي ازدواجية متوحّشة، فأصبحنا نقلّد ولا نبدع وانعزلنا عن المجتمع العالمي الذي أصبح يشكّ في الشهادات التي تعطيها جامعاتنا. ولقد انزلقنا في كوارث كبيرة جعلتنا نغرق في بحيرة ماء راكدة، واستدعى الأمر ضرورة التفكير في إصلاحات جادة. إذن يأتي هذا العمل ونحن نشهد إصلاحات تربوية، نعيد فيها فحص منظومتنا، ساعين لتخليصها من القيود التي تكبّلها، ولنتمكّن من خلق مواطن يحسّ بمواطنته؛ حتى يستطيع مواجهة العولمة وما تفرضه التحدّيات المعاصرة. هي أفكار ذات علاقة بالفعل التعليمي المعاصر، باستشراف مدرسة الغد التي نأمل أن تستفيد من أخطاء الماضي وهناته، فالماضي مضى ولا يُحاسب، لأنّه عرف مرحلة التأسيس لمدرسة جزائرية بإطارات أكثرها متعاونة، وبمناهج مستوردة؛ حيث عرفت المدرسة الجزائرية طريقة: مالك وزينة المعرّبة عن الفرنسية، وعرفت التعريب المرحلي، ثمّ إصلاحات سنة 1971 وعاشت المدرسة الجزائرية تجربة المدرسة الأساسية والتي عرفت طفرات تجريبية في المقاربة بالأهداف، وتأسّس المجلس الأعلى للتربية الذي قدّم دراسات وأفكاراً نوعية، ولم يأن لها أن ترى التطبيق، وطُوي ملف الماضي بنقائصه وبحسناته، بإصلاحات اللجنة الوطنية سنة 2003م.

الكلمات المفتاحية

الاصلاحات التربوية؛ أفكار؛ المنظومة التربوية؛ دواعي الإصلاحات؛ الأفكار النقدية؛ سلامة اللغة