اللّغة العربية
Volume 12, Numéro 2, Pages 159-186
2010-06-01

كتاب البستان لابن مريم و عمل تحقيقه لمحمد بن أبي شنب

الكاتب : بشير كُحيل .

الملخص

تتوزع عناية العلامة محمد بن أبي شنب [1869/1929م ]بين عدة مجالات يمكن أن تؤسس لمشروع الخصوصية الثقافية بكل توجهاته وأبعاده الآنية والمستقبلية . إنه مشروع تتداخل فيه الترجمة بعلم اللغة المقارن، والأدب المقارن ،كما يتداخل فيه الأدب الشعبي مع الأدب الفصيح . وفيه إعادة قراءة للتراث، باستحضاره وتوثيق نصوصه فأما العناية بالترجمة فمردها إلى ما امتلكه من موهبة فذة في تعلمه لكثير من اللغات التي أكسبته تفوقا على أقرانه، وهي موهبة صقلتها خبرته بالنصوص، وترجمتها ترجمة تقوم على التعايش معها، وحسبه في هذا أنه لم يتلق دروسا في علم كان يعرف آنذاك بعلم الترجمة . وأما جانب المقارنة بنوعيه اللغوي والأدبي فمرد ريادته فيه -في تقديرنا ، إلى ما كان يحيط بالناس آنذاك من إحساس بالقهر، نتيجة الأوضاع المزرية التي كانت تدفع بالأهالي إلى إثبات الوجود بقوة القلم حتى يثبتوا لأقرانهم من أبناء المستعمر أنهم متساوون في الفكر كما هم متساوون في الجانب الإنساني . فأما أهم جانب تظهر فيه المساواة فهو هذا المجال الواسع من الإبداع الأدبي، وهذه الخصائص اللسانية المشتركة حينا أو المتباينة أحيانا أخرى، والتي نقف عليها من خلال البحث في أوج التشابه والاختلاف . وأما العناية بالتراث العربي، ومنه تراث الجزائر- تحقيق كتاب ابن مريم-البستان في أولياء وعلماء تلمسان أنموذجا- فيبدو فيه الارتباط القوي بالوطن ، خاصة هذا التعلق بمحتوى الكتاب الذي يتراوح بين الثقافة الدينية التقليدية، والثقافة التي كان يحيط بها الناس رجل العلم الذي يتساوى مرتبة وإجلالا والرجل المتعبد . - وإذا كان العلامة بن أبي شنب قد قام بتحقيق كتاب البستان، فإلى أي حد نعتبره محققا، بالمفهوم الصحيح للتحقيق ؟ لقد اقتضى منا ذلك العودة لمنهج التحقيق لمعرفة المراحل التي يترسمها المحقق حتى يستوفي عمله جميع الخطوات، ثم خلصنا في الختام إلى نتيجة فاصلة في هذا الأمر – لقد تطلب منا ذلك اعتبار العودة للتراث، والتعامل معه على ضوء ما يؤرقنا من مشكلات الراهن، مع العناية في نفس الوقت- بمنهج التحقيق، اعتبرنا ذلك كله نوعا من الوعي بالخصوصية الثقافية ، إننا إذ نقدم هذا العمل المتواضع نرجو أن يكون بمثابة الحافز لبقية الباحثين لكي يضيفوا إليه ما حقه أن يضاف، وأن يصوبوا فيه ما يرونه مستلزما للتصويب.

الكلمات المفتاحية

كتاب البستان؛ ابن مريم؛ محمد بن شنب؛ الخصوصية الثقافية؛ الترجمة؛ المقارنة؛ اللغوي؛ الأدبي