اللّغة العربية
Volume 11, Numéro 2, Pages 87-117
2009-06-01

الأضداد الفصيحة في العامية الجزائرية

الكاتب : عبد الجليل مرتاض .

الملخص

لمن أقوى الدواعي التي تدفع الباحث في اللهجات العربية الفصيحة إلى التأمل المتّئد الطويل، تلك العروة الوثقى التي تصل كلمات كثيرة في عامية بلده، إن كان الباحث عربيا يمارس فصحاه مِراسًا مُوَاظبًا عليه، لأن العامية على اختلاف لهجاتها والتي أصبحت لا تزيد إلا تباينا وتشعبا بين كل حقبة وأخرى، حتى إنه لأضحى "عسيرا على الباحثين أن يَحْصُرُوها، إلا إذا تكاتفت الجهود في سائر أنحاء الوطن العربي مع تنسيق كامل ومتصل،..."(1)، ليست إلا تلك اللهجات العربية الفصيحة القديمة التي انتشرت في الأمصار العربية الإسلامية بانتشار الإسلام، ولعوامل ليس هنا مجال لذكرها لم يستطع المفتوحون من الأجناس غير العربية اللسان أن يستوعبوا لهجات الفاتحين، وأقلّ ما يمكن أن يشار إليه، ولو من بعيد، أن الّذين سَمعوا ولُقِّنُوا هذه العربية أوَّل ما سمعوها ولُقِّنُوهَا من غير العرب صليبه، أنهم سمعوا كلامًا، ولُقِّنُوا أداءً، لا لغةً ولا كفاءة (مصطلح شومسكي) أو ملكة لسانية (مصطلح ابن خلدون)، غير أنّ هذه الأشتات الكلامية، والإيقاعية الأدائية ما لبثت أن تحوّلت إلى عامية تختلف اختلافًا سطحيًا لا جذريًا بين كل بلد عربي وأخر، وهذا الاختلاف لا صلة له بالفصحى الواحدة الموحَّدة أو الموحِّدة، بل نابع عن السماعات الشفهية وفق ما سمعته هذه الجماعة أو تلك، في هذا المكان أو ذاك قاصيًا كان أم دانيًا، دون أن ننسى مصدر الإرسال البريء في إرساله، لكن بأداء، ربما، غير منسجم تمامًا من مصادر الإرساليات الأخرى.

الكلمات المفتاحية

الأضداد اللغوية؛ العامية الجزائرية؛ الفصحى؛ اللهجة العامية العربية؛ الدلالة.