اللّغة العربية
Volume 9, Numéro 1, Pages 244-270
2007-06-01

أثـر الفـقه في اللــغة "نبـذة تاريخية"

الكاتب : ليلى لطرش .

الملخص

إن من الأمور المعروفة البديهية في تاريخ الفكر الإسلامي وجود اتصال بين علوم الشرع وعلوم اللغة، وهي حقيقة تحدث عنها الكثير من علماء اللغة القدماء نذكر منهم على سبيل المثال: العلامة "ابن جني" (ت.392 هـ) الذي أفرد في كتابه "الخصائص" مباحث تحدث فيها عن العلاقة الموجودة بين الفقه واللغة، "كما تحدث "أمين الخولي" عن هذه القضية في كتابه "مشكلات الحياة اللغوية" أشار فيه إلى نشاط الأصوليين في درس اللغة، بقوله: "إنه ليتجلى أن تتبع ما عند هؤلاء الأصوليين من البحث اللغوي الملم بكثير من مباحث علوم العربية قد يكون أجدى من بحث أصحاب علوم اللغة أنفسهم " . ونلحظ من خلال هذه المقولة المبالغة في اعتبار ما بحثه الأصوليون في اللغة قد يتعدى ما بحثه المتخصصون في علوم اللغة وجاء في "الإنهاج": "إن الأصوليين دققوا في فهم أشياء في كلام العرب لم يصل إليها النحاة ولا اللغويون، فإن كلام العرب مستع جدا، والنظر فيه متشعب، فكتب اللغة تضبط الألفاظ ومعانيها دون المعاني الدقيقة التي تحتاج إلى نظر الأصوليين، واستقراء زائد على استقراء اللغويين، مثاله دلالة صيغة "أفعل" على الوجوب "ولا تفعل" على التحريم وكون "كان" وأخواتها للعموم فلو فتشت كتب اللغة لم تجد فيها شفاء في ذلك، ولا تعرضا لما ذكره الأصوليون، وكذلك كتب النحو، لو طلبت معنى الاستثناء و(عن) الإخراج هل هو قبل الحكم أو بعد الحكم ونحو ذلك من الدقائق التي تعرض لها الأصوليون وأخذوها باستقراء خاص لكلام العرب، وأدلة خاصة لا تقتضيها صناعة النحو، فهذا ونحوه مما تكفل به علم أصول الفقه" . وهذا دليل آخر على أمور هي من دقائق اللغة، درسها الأصوليون، بينما لم يتفطن إليها غيرهم من اللغويين والنحاة.

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية؛ الفقه؛ التاريخ؛ الفكر الإسلامي؛ علوم الشرع؛ علوم اللغة