دراسات اقتصادية
Volume 4, Numéro 1, Pages 40-56
2010-04-01

التنمية في الجزائر بين رأس المال المادي ورأس المال الاجتماعي (2000-2012)

الكاتب : سدي علي . أعمر سعيد شعبان .

الملخص

يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي: "إن الاقتصاد ليس قضية بنك وتشيد مصانع فحسب. بل هو قبل ذلك تشيد الإنسان و إنشاء وسلوكه الجديد أمام كل المشكلات". ظل الباحثون في علم الاقتصاد لعقود طويلة من الزمن يعتقدون أن مشكلة التنمية الاقتصادية مرهونة فقط بالجانب المادي، رأس المال والعمل وفي أحسن الأحوال بالتكنولوجيا، و وفق هذا الفهم وعلى ضوء هذا الاعتقاد فقد حقق النظام الرأسمالي نجاحا باهرا في بناء الحضارة وزيادة الرفاهية الاقتصادية. بل لقد رأى العديد من الفلاسفة والمفكرين وعلى رأسهم Fukuyama فوكوياما أن هذا النموذج يعد غاية ما يمكن أن تصل إليه البشرية. لكن الملاحظ المتأني يرى بكل وضوح أن هذه الرأسمالية الناجحة لم تتمكن من تعميم نموذجها، فلا زالت الغالبية العظمى من الدول ترزح تحت وطأة التخلف رغم تطبيقها للمبادئ الرأسمالية بحذافيرها والأمثلة في هذا المجال عديدة ومتعددة. بل أكثر من ذلك نرى أن الدول التي تملك أكبر الإمكانيات التي تساعد على التنمية (خاصة في إفريقيا) لا تزال في ذيل الترتيب العالمي في هذا مجال، مما دفع الباحثين للنظر في أسباب أخرى لتحقيق التنمية أصطلح عليها برأس المال الإجتماعي (الذي يضم أساسا المعايير الأخلاقية، القيم الإجتماعية –خاصة الثقة- والتشبيك الإجتماعي)، ولعل من أهم من خاضوا غمار هذه الأسباب: الأمريكي Putnam بوتنام وقبله الفرنسي Bourdieu بورديو وقبلهما الجزائري بن نبي، وهو ما سنتطرق له ببعض التفصيل في هذا المقال. بالإضافة إلى ذلك سنحاول أن نطرح الإشكالية التالية: في مقابل رأس المال المادي الضخم الذي تم حشده منذ سنة 2001 ما هي وضعية رأس المال الاجتماعي؟ وسنحاول الإجابة عنها من خلال ذكر بعض التجارب الدولية في هذا المجال، بالإضافة إلى وصف وتقييم مكانة رأس المال الاجتماعي في فترة الدراسة (2000-2012) في الجزائر معتمدين على بعض عناصره الأساسية ألا وهي عنصر المشاركة السياسية والمساءلة، التماسك الإجتماعي (غياب العنف) وتبادل المعلومات.

الكلمات المفتاحية

التنمية في الجزائر بين رأس المال المادي ورأس المال الاجتماعي (2000-2012)