مجلة أنسنة للبحوث و الدراسات
Volume 1, Numéro 1, Pages 50-64
2010-06-14

مشروع علم الإنسان عند ديفيد هيوم

الكاتب : المبروك طحطاح .

الملخص

ما تتميز به الفلسفة الإنجليزية هو أنها حاولت أن تختبر بمنهجها التجريبي مختلف الفروض الميتافيزيقية، وأن تفسر أصل أفكارنا تفسيراً وضعياً جدياً، وأيضاً أن تفحص عن ملكاتنا ومعارفنا فحصاً دقيقاً نقدياً. هذا الفحص النقدي للمعرفة الإنسانية بلغ ذروته عند الفيلسوف المولود في ادنبره سنة 1711 ؛ أي سبع سنوات بعد وفاة ،D.Hume» ديفيد هيوم » الإنجليزي 1646-1716 ( الخامسة والستين (Leibnitz » 1704 (، وبعد أن بلغ “ليبنتز -1632(» “جون لوك 1753 ( سن السادسة والعشرين. الفلسفة في -1685( G.Berkeley“ » وبلغ “جورج باركلي خلاصتها عنده هي نوع من البحث النقدي الجاد، نقد للقيم الأخلاقية، والسياسية، والمعرفية، والفنية، والأدبية، ونقد للفهم في حدّ ذاته. كما أراد في الأخير أن يفحص طبيعة العقل البشري، وامتلكتني منذ الصغر شهوة الأدب ..« . ويكتشف إمكانيته التي يستطيع بها معرفة الأشياء بهذه العبارة يبدأ سيرة حياته التي دوّنها في الثامن عشر من أفريل سنة 1776 تلك الشهوة التي تحكّمت في حياتي، وأصبحت أعظم مصدر لذائذي]...[ ثم إنّ ميلي إلى الدرس.. واجتهادي.. كان مما أوحى إلى أسرتي بأن القانون هو أنسب المهن إلي..غير أنّي وجدت في نفسي عزوفاً لا في حياته الفكرية » هيوم « 1(. كان (» يقاوم عن أي شيء ما عدا طلب الفلسفة والمعرفة العامة والاجتماعية ناقداً شاكّاً، ودبلوماسيا مؤرخاً، بالإضافة إلى أنه فيلسوف. كما لم تكن فلسفته النقدية هذه مقطوعة الصلة بأيّة مؤثرات؛ فلقد تعددت مشارب التأثير، نهل من فلاسفة العصر اليوناني وفلاسفة العصر الحديث، فلاسفة الشك وفلاسفة اليقين على السواء، كما صقل موهبته بقراءة الشعراء والخطباء الكلاسيكيين خاصة الإنجليز منهم. يخبرنا بأنه في السنوات الثلاثة التالية لشهر مارس من عام 1734 ، قرأ معظم الكتب التي اشتهرت باللاتينية والفرنسية والإنجليزية آنذاك، وعلى الرغم من أن تفكيره بدا مرتبطاً فقط ببعض الفلاسفة من الخط التجريبي الذي انتمى إليه، إلاّ أنه قد عرف الكثير من المشهورين ، ويظهر أنه لم يكن هناك فيلسوف واحد قد اعتمد عليه ليزوده بمفتاح الفهم في تفكيره الفلسفي .

الكلمات المفتاحية

مشروع علم الانسان - ديفيد هيوم