جسور المعرفة
Volume 5, Numéro 1, Pages 135-143
2019-03-19

الدليل اللساني -رؤية في المصطلح والمفهوم- بين" فخر الدين الرازي" و"دي سوسور"

الكاتب : فايزة طيبي أحمد .

الملخص

تعدّ معرفة "المصطلح" عنصرا أساسيا داخلا في صلب العلم ومنهاجه، فهو علامة دالة لحقل معرفي معين يسم الخطاب ويعلِّمه، وكلمة أو مجموعة من الكلمات تتجاوز دلالاتها اللفظية والمعجمية إلى التصورات الفكرية وتسميتها في إطار معين. وقد اهتم الدارسون القدامى والمحدثون على اختلاف توجهاتهم بالمصطلحات والمفاهيم وكان أن ركزوا الاهتمام بالعلامة اللغوية وطبيعتها وعناصرها والعلاقة بين مكوناتها، ويعد الرازي من ألمع من عالج هذه الفكرة- لا ننكر ولا نسقط أي جهد من جهود الذين سبقوه ولا الذين أتوا من بعده- خاصة في مقدمة تفسيره "مفاتيح الغيب"؛ فهو من العلماء الرواد الذين كانت لديهم نظرة تجريدية للغة باعتبارها ليست مجرد نظام من القواعد والحدود ، بل لأنها تضم أيضا شبكة من العلاقات الوجودية والتواصلية وفق منهجية دقيقة موضوعية؛ فكان عطاؤه في مجال تحديد بعض المفاهيم و المسائل اللسانية متطورا جدا قياسا بعصره ، وشمل هذا العطاء كثيرا من حقول الدرس اللساني كالصرف والصوت والنحو والدلالة وغيرها، فكانت مقدمة تفسيره دليلا واضحا جسد تلك النظرة اللغوية من خلال جملة من المفاهيم والمسائل اللغوية التي ناقشها ومن جملة تلك الأسس اللغوية نذكر:(دلالة اللفظ على معناه غير ذاتية(، و)الحكمة من وضع الألفاظ للمعاني(، و)المعنى اسم للصورة الذهنية( ، و)اللفظ يدل على المعنى الذهني لا المعنى الخارجي(...، إلى غير ذلك من المفاهيم التي سنحاول استجلاءها من خلال عقد مقاربة -مصططلحية- مفاهمية- بين نظرة الرازي للعلامة اللغوية وبين نظرة دي سوسور للدليل اللساني من خلال كتابه "دروس في اللسانيات العامة"**، وذلك باستخراج المصطلح المستعمل ومفهومه عند كليهما، والرؤية اللغوية التي قدّمها كل منهما.

الكلمات المفتاحية

الدليل اللغ ; ي ; العلامة ; المصطلح ; المفه ; م ; الاعتباطية