المعيار
Volume 23, Numéro 2, Pages 1-13
2019-03-15

دراسة في المصطلح اللغوي والقرآني:"الاعتدال والوسطية أنموذجا"

الكاتب : حاجي خولة .

الملخص

إنّ الخروج عن الوسطية والتيسير في الإسلام واعتداله يؤدي إلى شيوع مظاهر السلبية وعدم التوازن في المجتمع،ومن هذه المظاهر الخطيرة:التطرف ،العنف ،الغلو ،الطائفية ونحوها من المظاهر التي تسيء إلى الإسلام و المسلمين ،لذلك صار الحديث عن الاعتدال والوسطية في الإسلام ضرورة ملحة وسط الانقلاب الذي تشهده مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة، ولكن رغم تعدد الكتابات والدراسات حول هذا الموضوع إلا أن في حديثهم عن المصطلحين نوع من الهروب عن الأصل إلى الفرع ،وذلك بتركيزهم على أقوال المفسرين والمتكلمين وعلماء أصول الفقه وغيرهم ،متناسين في ذلك أن كليهما مصطلح قرآني دقيق مضبوط ينطلق من مفهوم ثابت ينبغي أن يكون معياراً للفهم السليم بعيدا عن المفهوم المنحرفة. وبما أن القرآن الكريم أصل لكل العلوم والمعارف فحق على الباحثين والدارسين ضبط مصطلحاته وتحرير مفاهيمها لأنها أصل للاصطلاح الشرعي ،فلا يتسنى للداعية ولا للمتلقي فهم الخطاب الوسطي والاعتدالي وتطبيق تعاليمهما إلا بفهم المقصود من المصطلحين ومعرفة حدودهما في القرآن الكريم نفسه. لذا سنحاول من خلال هذه الدراسة أن نضبط مفهوم الوسطية والاعتدال من خلال عقد مقارنة بين المصطلح اللغوي والمصطلح القرآني لكليهما ،وذلك من خلال الحفر في دلالة اللفظين والنظر إليهما بعيون لغوية تحمل دلالات جذرية قد تساهم في ربط العلاقة بين المدلول الأول للّفظ والمدلول الذي انتقل إليه عندما تحول إلى مصطلح قرآني يحمل مدلولات إسلامية وشرعية جديدة ،كما قد تساهم في قطع الصلة أو العلاقة بينهما في حالة ما إذا كان المصطلح القرآني يحمل دلالات جديدة وخاصة لا تفهم إلا من خلال السياق القرآني نفسه. ليتسنى لنا في الأخير ربط العلاقات بين الجانب اللغوي والقرآني للمصطلحين من ناحية ،وبين مفهوم الاعتدال والوسطية وحدودهما من ناحية أخرى ،وذلك استنادا إلى نماذج شرعية للاعتدال والوسطية في القرآن الكريم لتوضيح التداخل بينهما ولتجنب الخروج عنهما والوقوع في التطرف الذي وقع فيه الكثيرون بسبب سوء الفهم ،وعدم ضبط المصطلحات وفهم المقصد الرباني من الآيات والمصطلحات القرآنية.

الكلمات المفتاحية

المصطلح اللغوي؛المصطلح القرآني؛الاعتدال؛الوسطية