مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 3, Numéro 4, Pages 592-604
2014-09-15

وسطية الإسلام بين العقل والوحي

الكاتب : أ. علي لخضاري .

الملخص

لقد اكتسب المنهج الاسلامي بحق الوسطية والاعتدال، فجاءت رسالته رحمة وبشري للناس أجمعين قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} فتمثلت هذه البشرى وهذه الرحمة الإستقامة في هذا المنهج وظهرت حقيقتها هي الإعتدال والتوسط في الأمور، بحيث لا إفراط ولا تفريط، وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة التي إرتكز عليها المنهج الإسلامي في دقة وموضوعية وكانت إحدى المقومات التي عززته ودعمته وقوت بنيانه، يقول في الإنفاق لا تبخل كمن يضع يده في عنقه لا يستطيع بسطها ولا قبضها ولا تبذر المال في بسطها بالعطاء قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} . ثم يقول الله تعالى لقد فضلناكم بأن جعلناكم أمة خيارا عدولا، أي أنهم الوسط في الدين، فلا هم مغالون غلو النصارى في الترهب، ولا هم أهل تقصير كاليهود، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} وقد أشارت سورة الفاتحة إلى هذه المعاني في قوله: {وَلاَ الضَّالِّينَ} عن النصارى، وقوله: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ} عن اليهود ووصف طريق الملائكة والنبيين والصدقين بـ {الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}، وقد تأتي فضيلة بين رذيلتين كالشجاعة بين التهور والجبن والكرم، وبين البخل والتبذير والاسراف، ولهذا وصف المنهج الإسلامي بالوسطية ووصفت أمة الاسلام بأنها أمة وسطا.

الكلمات المفتاحية

وسطية - الإسلام - العقل - الوحي.