مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 143-150
2012-06-15

ثقافة القتل وعقائد الإغتيال عبر التاريخ

الكاتب : رشيــد دالــــي .

الملخص

لم يكن الفكر بمنأى عن الدم طوال التاريخ البشري. الفرق أن "نهج التنوير" الذي اختطّته أوروبا هو المعجزة، لكن التنوير لم يأت بين عشيةٍ وضحاها. إن وصول الأوروبيين للمستوى الذي هم عليه الآن من تسامح مع الآخرين جاء بعد قرون من الحروب، إذ أشرق التنوير بعد حربين عالميتين اتسمتا بالحمق وغزارة الدم، لكن العاقبة كانت حميدةً، فأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم، حولوا قارّتهم إلى اتحاد مثمر خلاق هو الأهم على مستوى العالم. كانت السنوات الماضية التي تلت أحداث التصفية والتفجير والاغتيالات محطّ نقاشٍ طويل بالنسبة للمهتمين في الفكر والإعلام بل حتى والسياسة، وعقدت مؤتمرات مهمة حول "حوار الأديان" و"صراع الحضارات" وتناولت قضايا "الإرهاب" في تعبير عن قلق حقيقي لما آلت إليه "ثقافة العنف"، التي تأججت في العالم الإسلامي وساهمت في بلبلة الأمن حتى في أوروبا وأميركا، بل شكّلت ثقافة العنف والتصفية محور اهتمام على مستوى القوانين والأنظمة. وعدّلت الكثير من دول العالم المتحررة قوانينها المرنة، لتصبح أكثر صرامة وقسوة بسبب أحداث العنف، التي بات يهدد العالم في كل مكان. إن السؤال حول الموقف من الآخر هو "الظلّ" الذي يهمين على كثير من رؤية الغربيين للعالم الإسلامي، هل سيأتي اليوم الذي نشهد فيه تحول الرؤية الإقصائية للآخر، وقد تبددت أو تضاءلت على الأقل؟ خاصةً بعد أن ساهمت تلك الأحداث في تحويل "الأمن" إلى هاجس، حول العالم بمدنه إلى ثكنات عسكرية، فالإجراءات الأمنية والوقائية الكثيفة باتت تعطل مصالح الناس، وأصبح الإنسان كلأ مباحاً للتفتيش في كل جسده. لقد ساهمت ثقافة التصفية والاغتيال في خلق صعوبات كبيرة على البشرية، في عيشهم وفي سفرهم، والأنكى أنها جلبت لهم الخوف في الطائرات، والمؤسسات والقطارات، والمباني.

الكلمات المفتاحية

ثقافة، القتل، عقائد، الإغتيال، عبر التاريخ