مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 131-142
2012-06-15

البعد الصوفي في شعر الشابي من دلالة العناوين إلى دلالة النصوص

الكاتب : بن علي قريش .

الملخص

إنّ من المواضيع التي لم تسترع انتباه بعض النقاد الدراسين ما يختص به شعر الشابي من بعد صوفي طغت مظاهره الرئيسية في بعض قصائده التي نظمها في المرحلة الثانية من مراحل حياته، على قصرها(1) واتسمت هذه القصائد بالوعي والنضج الفنيين، فجاءت تعبيرا عن موافق ورؤى آمن بهما الشابي، كما اتسمت هذه القصائد من حيث الدلالة بالتسامي الروحي، فالشاعر أبو القاسم الشابي كما الشعراء الرومانتيكيون يحلمون بمعانقة العالم العلوى الذي يخلّصهم من رتابة العالم الأرضي الذي ضاقوا به ضرعاً/ولئن كان البعد الصوفي في شعر الشابي من آثار الرومانتيكية التي آمن بها الشابي تجربة في الحياة ومنهجا، فقد كان الإسلام ، حضارة، وثقافة وفكرا رافدا آخر من روافد البعد الصوفي في شعر الشابي كما أن للبتارات الفلسفية والفكرية والعقائدية التي عرفها العالم ما بين الحربين العالميتين (1914-1918م/1939-1945)أثرا في زعزعة كثير من القيم، فقد هزت هاتان الحريان العالميتان النفوس هزاّعنيفا وخلخلت كثيرا من القيم الروحية الأخلاقية والفكرية، ونّبهت الشاعر العربي على، وجه العموم ، والشاعر الرومانتيكي على وجه الخصوص ، إلى هذه الهوّة العميقة التي بدأت تتسع بين الإنسان/ المادة ،والإنسان / الروح، فهيّج ذلك كله إحساس الشعراء العرب الرومانتيكيين بأن العالم من حولهم أصبحت تهدده التيارات الفلسفية والمذاهب الفكرية الغربية المادية ،فانتشرت الحيرة والقلق، وانتاب هؤلاء الشعراء شعور قوي بالإقتراب(( أمام حضارة غربية في اسستها الفكرية ومظاهرها المادية))(2) كما خلق هذا الشعور القوي في نفوس الشعراء إحساسا ووعيا كبيرين بأن كيانهم الروحي مهدّد وعليه أن يستجيبوا لهذا الإحساس بالإستجابة لنداء الروح ، فكان هذا البعد الصوفي الذي إرتسمت ملامحه الكبرى في شعرهم دليلا قويّا على شوقهم الكبير للتسامي بالروح ، تخليصا لها من المادة. وقد أفصح الشاعر أبو القاسم الشابي عن ذلك الشوق من خلال ملفوظ النّصوص، بدءا بالعناوين التي وضعها لقصائده، وهذا ينمّ عن توجه مبكر لدى الشابي في التعبير عن ذلك البعد الصوفي ، والشعراء أكثر الناس قدرة على التعبير عن كل الظواهر والأبعاد.

الكلمات المفتاحية

البعد الصوفي، شعر الشابي، دلالة العناوين، دلالة النصوص