مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 113-120
2012-06-15

التربية الروحية عند بديع الزمان النورسي

الكاتب : عبد الصمد بلحاجي .

الملخص

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد؛ فلقد قالوا:"كان التصوف في صدر الإسلام مسمى لا اسم له ثم أصبح اليوم اسما لا مسمى له". إن هذا المقولة صحيحة إلى حدٍّ ما؛ فالمسلمون في صدر الإسلام كان همهم الأول تزكية النفس الأمارة بالسوء والسمو بها في مدارج التربية الروحية دون أن يبدعوا لذلك مصطلحا خاصا إدراكا منهم أن تزكية النفس وتربيتها هي العمود الفقري في منهاج السلوك إلى مرضاة الله تعالى، ولعل رجال "الرسالة القشيرية" من أبرز من يمثلون هذا العهد. ثم خلف من بعد الرعيل الأول أناس أفردوا لهذا المنهج السلوكي اسما جديدا لا عهد لمن قبلهم به وأوْلَوه اهتماما بالغا حتى غدا أشبه بقبَّة ليس بداخلها مَزار، ولقد امتد هذا العهد إلى عصرنا الذي نحن فيه وأصبح التعامل اليوم إنما هو مع بريق هذه الكلمة وما يشعُّ منها من مظاهر الصلاح والتقوى؛ وهكذا غدا التصوف اسما لا مسمى له. غير أنه من المعلوم أن ما من عموم إلا ويلحقه استثناء فلا يزال في المتصوفة من هم على سَنن الرعيل الأول، والمتتبع لسيرة بديع الزمان النورسي يجده مظهرا لحال الرعيل الأول ومظهرا لهذا الاستثناء. نحاول في هذه الورقة أن نتطرق لزوايا من سيرة هذا العلَم الشامخ وطلبه للعلم ومنهجه في تسليك نفسه والعروج بها في مدارج السالكين.ِ

الكلمات المفتاحية

التربية الروحية، بديع الزمان النورسي