مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 79-83
2012-06-15

مقام تزكية النفس عند الصوفية

الكاتب : زليخة بلعباس .

الملخص

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع إخوانهالنبيين وآله وصحب وسلم،أما بعد: إن التصوف علم يبحثفي الأخلاق وتزكية النفس وكيفية تصفيتها منأمراضها وأدرانها وتحليها بالأوصاف الحميدة التي كان عليهاالسلف الصالح. قال الإمام الجنيد رحمه الله : " التصوف: استعمال كل خلق سَني ، وترككل خُلق دني" .وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله: "التصوف تدريب النفس علىالعبودية، وردها لأحكام الربوبية". لم يكن التصوف في يوم من الأيام شرعة مستقلة ولا دينا جديدا، إنما هو تطبيق عملي لدين الله تعالى وإقتداء بسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.فالتصوف جزء لا يتجزأ من دين الإسلام والمقصود به هو تزكية النفس وإصلاح القلب وتعمير الظاهر والباطن بكل خير للوصول إلى مقام الإحسان. إن تزكية النفس وتطهيرها من سوء الاعتقادات وسوء الأخلاق من أعظم غايات الشريعة الإسلامية كما قال صلى الله عليه وسلم: {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}. كماأن ترقيةُ النفوس هي منتهى آمال السالكين إلى الله، والنفس تترقى بالمجاهدة والرياضة من كونها أمَّارة إلى كونها لوَّامة ثم مطمئنة. فالنفس الأمارة: هيالتي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الباطل؛ فإن أطاعها قادته إلى كلشر وإن عصاها فقد ضفر بكل خير، وأما اللوامة: (فهي النفس اللؤوم التيتُنَدِّم على ما فات وتلوم عليه) كما قال ابن عباس وقتادة. وأما المطمئنةفهي التي قد سكنت إلى ربها وطاعة أمره، فاطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره،واطمأنت إلى لقائه ووعده ، واطمأنت إلى قضائه وقدره.

الكلمات المفتاحية

مقام، تزكية، النفس، الصوفية