مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 48-64
2012-06-15

التربية الصوفية عند الشيخ ماء العينين

الكاتب : حسن عالي .

الملخص

لا يمكن الحديث عن الشيخ ماء العينين ومنهجه التربوي، دون الوقوف لتسليط الضوء على ظاهرة التصوف التي ينتسب إليها الشيخ قلبا وقالبا. ينسب الشيخ نفسه للحركة أو الجماعة الصوفية، والتصوف حركة عقائدية وأسلوب حياة دينية. يقول محمد أركون: "...وهو تيار فكري يمتلك معجمه اللغوي والتقني الخاص به، كما يمتلك خطابه المتميز ونظرياته المتفردة، وفي الوقت ذاته يتمتع هذا التيار بأسلوب حياة دينية يستخدم الشعائر والاحتفالات الفردية والجماعية من أجل أن يجعل الجسد والروح يتواكبان ويساهمان في عملية تجسيد الحقائق الروحانية". التصوف عقيدة ومنهجا نجد الكثير من الباحثين والأعلام تصدوا لتفكيك هذا المفهوم ووضعه تحت مجهر البحث أولا في التعريف به واشتقاقه وتطويعه انطلاقا من إيمانهم بقيمته وخصوصيته، إذ احتل التصوف في الخريطة العقائدية للإسلام المرتبة المنافسة والمزاحمة لما عرف تاريخيا بأهل الحديث والتيار السني. عرف القاضي زكرياء الأنصاري (المتوفى 928هـ): "التصوف علم به أحوال تزكية النفس وتصفية الأخلاق وتعميم الظاهر الباطن لنيل السعادة الأبدية" ويعرفه أحمد زروق "التصوف علم قصد لإصلاح القلوب، وإفرادها لله تعالى عما سواه، والفقه لإصلاح العمل، وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام والأصول، وعلم التوحيد لتحقيق المقدمات بالبراهين، وتحلية الإيمان بالإيقان كالطب لحفظ الأبدان، وكالنحو لإصلاح اللسان إلى غير ذلك". قورن التصوف بحقول معرفية أخرى كالنحو والفقه والطب وعلم الحديث، ولا شك أن تعريف أحمد زروق ينطلق من رؤية صوفية خالصة ترى التصوف علما نافعا خلافا للمواقف المتشنجة والعدائية لأهل الحديث والسلفية الذين يكادوا يتفقون على رفض التصوف واعتبار أصحابه، أصحاب أحوال شاذة لا علاقة لها بالإسلام وبالعقيدة، نتذكر مواقف وتصريحات ابن تيمية، وابن الجوزي، وكتابات الألباني ومعاصريه.

الكلمات المفتاحية

التربية الصوفية عند الشيخ ماء العينين