مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 35-42
2012-06-15

التوراة/ النص ، العقل والتأويل

الكاتب : عبد القادر لصهب .

الملخص

يعد التأويل واحدا من مناهج الفكر القديم المتجدد ، والذي تنوعت مواقفه ورهاناته بتنوع السلطات الفاعلة ، سواء كانت عقلية أم أسطورية أم لاهوتية تقوم على مركزية النص ؛ هذه السلطات التي فرضت على التفكير الفلسفي الوضعي منذ القدم إشكالية التوفيق بين الدين والفلسفة ، أو بين العقل والنص ، عن طريق المقابلة النظرية بين الحكمة و مقررات الوحي ، بيد أن المقابلة تجاوزت العقل واستعاضت عنه بضروب من الإشراق الروحي الذي يمثل منهجا مبنيا على التصورات المفارقة ، والتي ينتقل فيها صاحب الحكمة من حالته " المفكرة " إلى حالة " تعايش مطلق مع النص " ومع الباث/ الإله ، حسب زعم أنصار الاتجاه الإشراقي. إذ وعبر تاريخ الأديان – السماوية منها والوضعية – " سعت المؤسسات الدينية إلى فهم الوحي على نحو يجعله متفقا مع القواعد العلمية العامة للدين العقلي المحض ، لأن الجانب النظري الموجود في إيمان المؤسسة الدينية ليس له فائدة أخلاقية إذا لم يساعد على أداء الواجبات الإنسانية كلها باعتبارها أوامر إلهية. والمتتبع لتاريخ الفكر الديني الإنساني يجد أن بعض الشعوب قد قامت بتأويل النص الديني تأويلا يجعله متوافقا في مضمونه الأساسي مع الأسس العامة للاعتقاد الأخلاقي، إذ " قام الفلاسفة الأخلاقيون في اليونان ومن بعدهم الرومان بتأويل أساطيرهم الخرافية ، وانتهوا إلى تأويل الشرك المفرط بأنه مجرد تمثيل رمزي لصفات الإله الواحد الأحد، وأعطوا للأحكام الهمجية، الجميلة مع ذلك، التي وصفها شعراؤهم، أعطوا لها معنى باطنيا قرب بين المعتقدات الشعبية (التي لم يكن في استطاعتهم القضاء عليها، لأنه ربما يؤدي هذا إلى إلحاد يمثل خطورة على الدولة) و بين التصور الأخلاقي الذي يمكن أن يفهمه الجميع على أنه الوحيد الذي ينفعهم.

الكلمات المفتاحية

التوراة، النص، العقل، التأويل