مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 9, Numéro 2, Pages 10-31
2013-06-15

نظرية الوسطية في المقاصد الشرعية

الكاتب : بدر الدّيــــــن بن أحمد عمّــــاري .

الملخص

رغم أنّ الوسطيّة تعتبر نظريّة قائمة بذاتها في التشريع الإسلامي وفلسفته..، إلاّ أنّ النّاظر في مضمون من تناولها من العلماء والباحثين يلحظ أنّ كثيراً منهم قد يختصرها في مجرّد كونها خاصيّة امتاز بها الإسلام عن غيره من الدّيانات والنّظم الوضعية..، ثمّ يضربون لها الأمثال من تصاريف الفقه وتفاريعه؛ ومن قيم السلوك وفضائل الأعمال ..؛ ويقف الأمر عند هذه الأعتاب1...!! بيد أنّ الوسطيّة أعمق من ذلك بكثير..، لأنّ مقاصد الشارع والشريعة؛ وأصول التشريع وكلياته؛وموارد الشريعة ومصادرها؛ وقواعد الفقه وضوابطه؛ وتفاريع الفقه وحقائقه مبنيّة على ضابط الوسطيّة..،" فإذا نظرت في كليّة شرعيّة فتأملتها؛ وجدتها حاملةً على التوسّط2" كما يقول أبو اسحاقٍ... وإذا تقرّر هذا؛ فإنّنا نبخس الوسطيّة حقّها ومستحقّها إذ نختزلها في أمثلة سلوكيّة يُستحضر فيها معنى التوسّط لائحاً..، بينما كليات الشريعة ومقاصدها وأصولها وتفاصيلها ترتدّ في جوهرها إلى معناها ومقتضاها..، وهذا المـُقام فيها يستلزم على النّاظر في مراد الله استحضار هذا الضابط فهماً واستنباطاً؛ في تقرير المقاصد وتنزيلها..، وفي طرائق الاستدلال لها أو بها، تأصيلاً وتنظيراً؛ تفريعاً وتنزيلاً... فما حقيقة الوسطية بهذا المقام...؟ وما مقتضاها...؟ وأين يتجلّى أثرها في ضبط مراد الله..؟ أو ما مظاهر انضباط المقاصد الشرعية بوصف الوسطية..؟

الكلمات المفتاحية

نظرية، الوسطية، المقاصد الشرعية