مجلة الاستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
Volume 3, Numéro 1, Pages 979-995
2018-03-01

الانتقال الديمقراطي في المنطقة العربية من خلال آلية التوافق السياسي تونس أنموذجا : 2010-2014

الكاتب : الحسين لرقط .

الملخص

مثلت عمليات الانتقال الديمقراطي مبحثا رئيسا في علم السياسة خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، فمنذ منتصف سبعينيات القرن العشرين شهد العالم ما أصبح يطلق عليه بـ"الموجة الثالثة للتحول الديمقراطي"، والتي انطلقت من جنوب أوروبا، فبدأت أحداثها في البرتغال في أفريل 1974، ثم إسبانيا واليونان، ثم امتدت خلال الثمانينيات ، لتشمل العديد من بلدان أميركا اللاتينية وبعض أجزاء من آسيا،وبعدها إلى أفريقيا في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات والملفت للنظر أن منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة تشكل الاستثناء في عمليات الانتقال الديمقراطي خلال هذه الموجة والأقل تأثرا بها.ولقد انتهت ظاهرة الاستثناء الديمقراطي العربي بالثورات والحراك السياسي التي شهدته المنطقة العربية، والجدير بالذكر أن هذه التحولات السياسية لا تمثل في حد ذاتها ظاهرة حديثة، بل هي إعادة لتطورات ديمقراطية سابقة، تعرضت لنوع من الانتكاسة التي أعقبتها عودة نظم تسلطية وعسكرية. ولقد برز التوافق السياسي كآلية مهمة ومؤثرة في إدارة المراحل الانتقالية تمهيدا لأوضاع سياسية واجتماعية أكثر استقرارا في بعض التجارب العربية، حيث عرف المشهد التونسي الذي استقر لفترة على درجة من التوافق، عقب انتخابات البرلمان والرئاسة لعام 2014 نوعا من الاهتزاز أثناء عملية تشكيل حكومة الحبيب الصيد في نسختها الأولى، خصوصا أن كثيرا من التوقعات السياسية السابقة رجحت اتجاه حزب نداء تونس بعد فوزه بانتخابات البرلمان والرئاسة معا إلى إحداث نوع من التوازن السياسي في السلطة، وتشير معطيات التركيبة الحكومية الحالية إلى نوع من التراجع في الحفاظ على درجة التوافق مقارنة بالفترة الانتقالية السابقة.

الكلمات المفتاحية

الانتقال الديمقراطي ، التحول السياسي ، التوافق السياسي ، البناء الديمقراطي.