مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 13, Numéro 1, Pages 104-121
2017-05-15

دَعْـوَى الـمَـهْـدَوِيَّـةِ: الـعَـوَامِـلُ وَالآثَــارُ

الكاتب : مهدي أحمد .

الملخص

بسم الله، والحمد الله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. وبعدُ.. فيتزاحم المدعون على الرتب الرفيعة، يتشبعون بالألقاب الفخمة، لاسيما ما كان منها يجمع شرف الدنيا والآخرة، ويوطئ لجاه وملك، ويسيّر أتباعا يملؤون الأفق، ويبوئ من مدونات التاريخ الصفحات الغراء. و"المهدوية" من هذه الرتب، التي طمحت إليها الهمم، وشمخت إليها الأبصار، فلا يكاد يخلو قرن، بل عام –لمن تتبع الأخبار في الأمصار- من جملة من الناس يصدعون بها. وسواد أولئك المدعين وجمهورهم "حوادث معزولة"، لا تقتضي من رد الفعل العلمي والطبي والسلطاني إلا الإعراض، والعلاج، وكف اليد. لكن في بطون الأمهات –قديما-، وفي طليعة الأحداث –حديثا-، أخبار متمهدين، أرسلوا على الأمة سيل دماء عرم، وأزالوا الممالك، وأوردوا المهالك، وشرعوا الشرائع، فاستنزفوا طاقات الأمة الفكرية والأمنية والاقتصادية، ما لو بذل معشار عشره في التوقي، وإجهاض فكرة التمهدي قبل أن تتخلق، لصرف عن الأمة شرا كثيرا. فدعوى المهدوية ظاهرة، لها عوامل تنشئها، وتسرعها، وتعين عليها. ولها آثار، تتبعها، وتقفو ذيلها، قلما تتخلف عنها. ومَن فَقِه العامل في هذه الدعوى وعَقِله، وأبصر الأثر فهابه وخشيه، نهض –بحسبه- في مواجهة الآبدة بعلم وحزم. لأجل هذا اقتُرِح هذا المقال، الذي يتتبع –باستقراء نسبي بُذل فيه الوسع- أخبار المتمهدين في التاريخ الإسلامي، ممن كان لهم ذكر وخبر وأثر في الدواوين والأحداث، ويستل من أيامهم وأحوالهم العوامل التي جرأتهم على هذه الدعوى، ويستنبط منها النتائج المكرورة والسنن المطردة، ليخلص بعدها إلى توصيات لمواجهة ظاهرة دعوى المهدوية في الأمة الإسلامية، مجيبا على الإشكالية الآتية: "ما العوامل المعينة ابتداء واستمرارا على دعوى المهدوية، وما أثر هذه الدعوى على المدعي ومحيطه؟"

الكلمات المفتاحية

دعوى المهدوية، العوامل، الآثار