مجلة الواحات للبحوث و الدراسات
Volume 10, Numéro 2, Pages 1132-1154
2017-12-19

مفهــــوم ومكانــــة العمـــل في المجتمــــع

الكاتب : محمد قشـــــار .

الملخص

لقد اعتبر علماء علم الاجتماع وعلم النفس العمل ظاهرة إنسانية عامة، حيث بات نشاط العمل سمة أساسية وهامة تميّز سلوك الأفراد والجماعات في كل المجتمعات الإنسانية، ومظهر للسلوك اليومي تدور حوله كافة أنشطة الإنسان الأخرى، وهو أسلوب من أساليب معيشة الإنسان بهدف تحقيق غاياته وغايات الجماعة. لكن ما الذي يدفع الناس ويحفّزهم على العمل؟ أو لماذا يعملون؟ وكيف يدركون العمل؟ وهل فكر أحدنا أن مفهومه عن مصطلح العمل يمكن أن يختلف عن الآخرين، وبالتالي سيؤثر على سلوكه في العمل، بل وفي سلوك المجتمعات كلها، وفي أساليب أداء العمل نفسه؟ بالاعتماد على المنهج الوصفي الاستقرائي حاولنا تعقّب أصل مصطلح العمل وكذلك تطور مفهومه مع تعاقب المراحل التاريخية، واختلاف المجتمعات البشرية، وتوصلنا إلى أن العمل كمفهوم ارتبط بالإنسان ككائن حي، وكان من الأسباب المباشرة لتأسيس التجمعات البشرية وتطور المجتمعات الحديثة والمعاصرة، كذلك على أساس نتائجه تقاس درجة تقدم الأمم والمجتمعات. ودلالة مصطلح العمل تغيّرت كثيرا مع تطور المجتمعات البشرية وأثرت على سيرورة الحياة اليومية فيها، فقد ارتبطت بالبعد الاجتماعي والبعد الديني والاقتصادي، فمن كونه أساس للانضمام إلى الجماعة ثم مبرر للتقسيم الطبقي للمجتمع، إلى كونه عقاب من الله للتكفير عن الذنب، ثم أداة تعبّدية للتقرب من الله، إلى أن أصبح أساس ملكية الثروة، وتوزيع الثروة، وتنظيم العلاقات في العمل، كذلك أصبح للعمل بعد نفسي علاجي وهو تحقيق الذات واستغلال كل قدراتنا لتحقيق أهدافنا الحيوية، والإحساس بأننا نافعون، ومرغوب فينا، وذات مكانة اجتماعية، الأمر الذي يحقق لنا الرضا والسعادة، والصحة النفسية.

الكلمات المفتاحية

العمل – مفهوم العمل - أصل العمل - مكانة العمل