مجلة الواحات للبحوث و الدراسات
Volume 9, Numéro 2, Pages 1146-1194
2016-12-15

مسألة ”الهويَّة والتحيُّز“ لدى الشعراء الميزابيين الجزائريين ‏1985–2010مقاربةٌ على ضوءِ ”فقهِ التحيُّز“‏

الكاتب : محمد بن أحمد ‏ جهلان .

الملخص

مِن بينِ ما اقتَضَتهُ الحكمةُ الإلهيَّةُ أن يُولدَ الإنسانُ في ظروفٍ وبيئاتٍ لا ‏يختارُها بنفسِهِ، فانتماؤُه إلى بيئةٍ ولغةٍ وجنسٍ وثقافةٍ... قضايا حتميَّةٌ ترسم ‏مسار حياتِه وتؤثِّر في اختياراته وقناعاته، وقد يبدو من البَديهيِّ بمكان الحديثُ ‏عن "الهويَّة" و"الانتماء" في ثقافاتٍ متجانسةٍ فصلت في شأن تَراتُبيَّة عناصر ‏هويَّاتها، بينما لا تزالُ قضيَّة الهويَّة تستبدُّ إلى اليوم بالهمومِ النظريَّة ‏والعمليَّة في أمَّـتنا، ووطَنِنا بالخصوص، بل تحوَّل ذلك إلى جزءٍ لا يتجزَّأ من ‏المشهد الوطنيِّ؛ السياسيِّ، والإعلاميِّ، والثقافيِّ المُحايث.‏ اخترنا لهذه الدراسة عيِّـنة من شعراء منطقة (وادي ميزاب) بالجزائر، تتقاطع في ‏داخلهم انتماءاتٌ متعدِّدة: إثنية ومذهبيَّة ولغويَّة وجغرافيَّة... شعراءُ نسمِّيهم ـ مُسايرةً ‏لتوصيف «أمين معلوف» ـ بأنهم «أشخاصٌ حدوديُّون» نوعًا ما، شعراءُ ـ بحُكم وضعهم ‏هذا بالذات ـ تحتَََّم عليهم أن يُكرِّسوا شعرَهم لنَسجِ العلاقاتِ، وتذليلِ العقباتِ، ومدِّ الجسور ‏بين الجماعاتِ والثقافاتِ، من أجلِ الوصولِ إلى "هويَّةٍ جامعةٍ".. هويَّةٍ يتقاطع فيها أكبرُ ‏قدرٍ من القناعات والانتماءات.‏ لذلك حاولنا مُقاربةَ دوائرِ الانتماءاتِ المتداخلةِ لدى هؤلاء الشعراءِ؛ ‏تلك الدوائرُ المشكِّلَةُ لعناصر هويَّتهم من خلال منظور "فقه التحيُّز"، ذلك ‏المنظور الذي لا يَعتَبِرُ التحيُّزَ ظاهرةً سلبيَّةً ولا إيجابيَّةً، بل هو حَتمِيةٌ تؤكِّد ‏بأنَّ عقلَ الإنسانِمُبدعٌ وفعَّالٌ، وأنَّ دوافعَهُ مُركَّبةٌ معقَّدة، وهذا في الآنِ نفسِه ‏دِفاعٌ عن مركزيَّة الإنسانِ ضدَّ الفلسفاتِ المادِّيةِ التي لا تَرضَى إلاَّ بِوحدَة ‏الطبيعةِ وَوَاحِدِيَّتِها.‏

الكلمات المفتاحية

هوية، شعراء، وادي ميزاب، فقه التحيز.‏