LANCOMNET
Volume 2, Numéro 2, Pages 92-119
2015-09-09

"إستخدامات مواقع التوظيف الإلكتروني في الجزائر ودورها في تقليص نسبة البطالة: دراسة إستطلاعية على عينة من الشباب بالجزائر العاصمة".

الكاتب : مالية مكيري .

الملخص

شهد مجال التوظيف أو البحث عن منصب عمل تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث أسهمت تقنيات وتكنولوجيات الإعلام والإتصال وفي مقدمتها الأنترنت في تسهيل عمليات التوظيف والرفع من مستوى كفاءتها وفاعليتها، فقد تدفقت صناعة التوظيف برمتها إلى هذه الشبكة العنكبوتية موفرةً نطاقا واسعا من الخدمات تٌلبى من خلاله احتياجات كل من الباحث عن الوظيفة من جهة وصاحب العمل من جهة أخرى وذلك بأقل تكلفة وأسرع وقت ممكن وبأعلى درجة كفاءة، فإضافة إلى الوسائل التقليدية التي يلجأ إليها الباحث عن عمل والتي تتمثل في تصفح الإعلانات المنشورة على صفحات الجرائد أو المجلات التي تُعلم الأفراد عن وجود فرص للعمل سواء للتوظيف على أساس الشهادات أو على أساس مسابقات وطنية أو محلية كما تحدّد أنواع الشهادات المطلوبة وعدد المناصب المفتوحة ومتطلبات الملف، وزيادة كذلك على الوكالات المختصة في التوظيف التي يتوجه إليها الباحثين عن عمل للإستعلام عن وظيفة تتلاءم مع المؤهلات العلمية والمهنية التي يكتسبونها، وكذا الزيارات التي يقومون بها إلى أقسام وإدارات الموارد البشرية بالشركات والمؤسسات وغيرها من الطرق التي يسلكها أي شاب يبحث عن عمل، إلا أنه وفي ظل الانتشار الواسع لتكنولوجيات الإعلام والإتصال وفي مقدمتها الانترنت ظهرت تقنية أو وسيلة أخرى يلجأ إليها الفرد في عملية البحث عن عمل وهي المواقع الإلكترونية الخاصة بالهيئات عمومية كانت أو خاصة والتي عادة ما تعلن عن مسابقات توظيف على مواقعها، وبالمقابل توطن الشبكة العنكبوتية مواقع إلكترونية قائمة بذاتها متخصصة في نشر إعلانات التوظيف في مختلف المجالات، والجزائر لم تكن بمنأى عن هذه المتغيرات حيث ظهرت هذه الصيغة الجديدة للتوظيف الإلكتروني والتي تعمل كوسيط بين الباحث عن العمل والمؤسسة، وفي الآونة الأخيرة تزايد عدد هذا النوع من مواقع التوظيف عبر الانترنت في الجزائر من كلا الشكلين، حيث أصبح بالإمكان لطالب العمل إرسال سيرته الذاتية إلى قاعدة بيانات الموقع وكذلك التقدم لأي وظيفة مناسبة بأن يملأ نموذج التسجيل الإلكتروني. وهذا التزايد الواسع والسريع لعدد هذه المواقع من جهة وتزايد عدد العاطلين عن العمل في الجزائر من جهة أخرى، دفعنا في دراستنا هذه إلى البحث في إستخدامات الشباب لهذه المواقع الإلكترونية ومدى إستفادتهم منها في عملية البحث عن وظيفة، وإستقصاء مدى مساهمة هذا النوع من التوظيف الإلكتروني في إمتصاص نسبة البطالة في الجزائر، وعلى أساس ذلك كانت إشكالية دراستنا تتمحور حول السؤال الجوهري التالي: ما هي إستخدامات الشباب لمواقع التوظيف الإلكتروني وما مدى إستفادتهم منها في عملية البحث عن وظيفة؟ وتنطوي هذه الإشكالية على مجموعة من التساؤولات هي: 1- ما واقع ظاهرة البطالة في الجزائر وفيما تتمثل الجهود المتخذة لإمتصاصها؟ 2- ما المقصود بالتوظيف الإلكتروني وما واقع تجربة الجزائر في هذا المجال؟ 3- ما مدى إستخدام الشباب عينة البحث لمواقع التوظيف الإلكتروني مقارنة بوسائل التوظيف التقليدية: إعلانات الجرائد، المكاتب المتخصصة في التوظيف وغيرها؟ 4- إلى أي مدى يمكن أن تساهم مواقع التوظيف الإلكتروني في إمتصاص ظاهرة البطالة في الجزائر؟ وعليه فإن مجتمع بحثنا في هذه الدراسة يتمثل في عينة من الشباب القاطنين بالجزائر العاصمة، وقد وظفنا أداة الإستمارة (questionaire) كأداة أساسية لإجراء الدراسة الميدانية في السبيل التوصل إلى مجموعة من النتائج توضح مدى إستخدامات الشباب عينة البحث لهذه المواقع الإلكترونية الخاصة بالتوظيف وتقصي الإيجابيات وأهم المعوقات التي صادفتهم في هذا الإستخدام، فضلا عن إستخلاص مدى فاعلية هذه المواقع الإلكترونية في تقليص نسبة البطالة في المجتمع الجزائر مقارنة بوسائل التوظيف التقليدية الأخرى.

الكلمات المفتاحية

"إستخدامات مواقع التوظيف الإلكتروني في الجزائر ودورها في تقليص نسبة البطالة: دراسة إستطلاعية على عينة من الشباب بالجزائر العاصمة".