مجلة الحقيقة
Volume 2, Numéro 2, Pages 258-294
2003-12-30

مراعـــاة البعد الحضـاري لتحقيق التنمـية والاستقـرار وواقـع العـالم العربي

الكاتب : مبروك د. المصــري .

الملخص

مراعـــاة البعد الحضـاري لتحقيق التنمـية والاستقـرار وواقـع العـالم العربي بسم الله الذي باسمه يحل الأمن والسلام اسم من أسماء الله الحسنى تفرد به جل عـلاه والسلام أمان أمرنا رب العـزة بالدخول فيه فقال : ›› يا أيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة ‹‹ البقرة 208 ، والصلاة والسلام على رسول الإسلام الذي قال عن نفسه ›› إنما أنا رحمة مهداة ‹‹ حيث أمر بالسلام وجعل تحية الإسلام ›› السلام عليكم ‹‹ إذ السلام أمان ولا كلام إلا بعد الأمان . وبعد : فان ما يصلح به حال الإنسان في هذه الدنيا ثلاثة أشياء – كما قال الحسن البصري وهي قواعد أمره ونظام حاله وهي : - نفس مطيعة إلى رشدها منهية عن غيها . - وألفة جامعة تعطف القلوب عليها ويندفع المكروه بها . - ومادة كافية تسكن نفس الإنسان إليها ويستقيم أوده بها . ولما كان الإنسان مدنيا بطبعه ارتبط أمنه واستقراره بهذه القواعد الثلاث ولن يتأتى له أمن أو استقرار إلا بمراعاتها ، إذ النفس البشرية مجبولة على الطمع والاستزادة بحبها للمال والجاه قال تعالى: ›› المال والبنون زينة الحياة الدنيا ‹‹ وقال صلى الله عليه وسلم ›› إذا أوتى ابن آدم واديين من ذهب لتمنى ثالثا ولن يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ‹‹ . ولذلك جعل الإسلام ، السلام مبدأ من مبادئه السامية ، ودعا إليه ورغب فيه في كثير من آي القرآن الكريم ، وجعل الناس أمة واحدة ، فقال تعالى : ›› ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ‹‹ الإسراء 7 وإنمـا جعـل مقـاس التفاضل بين بنـي البشر بالتقوى فقال تعالى :›› إن أكرمكم عند الله اتقـاكـم ‹‹ الحجرات 13 ولم يجعل هذا التفاضل في الأحقية بالأمن والطمأنينة ، وانما أوجب السلام وجوبا قاطعا لكل البشر مهما اختلفت عقائدهم ودياناتهم ما داموا دعاة للسلام وبالفعل قبل القول قال تعالى ›› لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ، أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ‹‹ الممتحنة 10 أمر سبــحانه بالـبر والعـدل وهمـا مطية الســلام . ودعوة الإسلام إلى السلام هي دعوة إلى الأمن والأمان ودعوة إلى نبذ الحرب والخـراب ولذلك يقـول تعالى›› وإن جنحوا للسلم فاجنـح لها وتوكل على الله ‹‹ الأنفال 61 وليس دعوة الاستسلام ولذلك يقول تعالى : ›› وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ‹‹ . وقال تعالى ›› فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ‹‹ النساء 90 . وسأتعرض إلى القاعدة الثالثة ››› ومادة كافية تسكن نفس الإنسان إليها ويستقيم أوده بها ‹‹ وكيف أن الإنسان بطبعه الذي جبل عليه أن يميل إلى تحقيق حاجاته الفسيولوجية أولا وإنه يغير هذا التحقيق لن يحقق أمن ولا استقرار وأن الأمة إذا لم تحقق أمنها الغذائي بنفسها فإنها لن تسلم أبدا وستبيع دينها وسيادتها بعرض من الدنيا قليل .

الكلمات المفتاحية

البعد الحضـاري، تحقيق التنمـية الاستقـرار ، واقـع العـالم العربي