مجلة الحقيقة
Volume 2, Numéro 2, Pages 248-257
2003-12-30

دول الجنوب وضرورة إعادة صياغة مفهوم التنمية

الكاتب : الشيــــخ سعيــدي .

الملخص

أمسى مصطلح التنمية يعني توسيع اختيارات الناس بإشباع حاجاتهم إلى الشراب والسكن والتعليم والصحة والبيئة النظيفة والمشاركة في اتخاذ القرار ... الخ . وفي هذا السياق فإن معيار تقييم برامج الاستقرار الاقتصادي والتحول الليبرالي ، ليس مجرد تعظيم الكفاءة الاقتصادية كما يرى البعض ، وإنما أيضا تحقيق العدالة الاجتماعية بمراعاة التوجه الاجتماعي والوجه الإنساني للتنمية باعتبار أن الإنسان هو الأساس و المنطلق والهدف والغاية من هذه التنمية . وما دامت دول الجنوب بحكم ظروفها التاريخية قد تبنت نماذج تنموية متنوعة حسب أوضاعها لكنها فشلت كلها تقريبا في نهاية المطاف في تحقيقها بعد تبنيها لها لعقود من الزمن لتوصف هذه العقود فيما بعد بعقود التنمية الضائعة لا سيما في عقد الثمانينات . فهل ستقتنع هذه الدول في الوقت الراهن بضرورة إعادة النظر في برامجها التنموية بالقيام بمراجعة نقدية لها وتضمن برامجها ومشاريعها المستقبلية الأبعاد السابقة الذكر لمصطلح التنمية ومن ثم استيعاب التحولات والمتغيرات الحاصلة في المعمورة على جميع الأصعدة ، لاسيما مجالات التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات واتجاهات الحياة الاقتصادية الدولية في إطار اقتصاد معولم لا وجود فيه هو الآخر لنظرية الخاصة في التنمية أو حتـى لنمـوذج تنموي خاص بالجنوب وإنما لعالم متكامل تعيش كل مناطقه تنمية واحدة أو هي في تنمية معولمة : Touts les régions du monde désormais sons en développement mondialise . وفي إطار هذا العنوان تطرقت إلى مفهوم التنمية و أبعاده ، وطرحت أسئلة وتساؤلات فرعية تتمثل فيما إذا كان بإمكاننا عدم الالتفات إلى مسألة حقوق الإنسان عندما تثير قضية التنمية وهل تمكننا تغاظي النظر عن تمكين أفراد المجتمع سياسيا في المشاركة في اتخاذ القرار التنموي وإلى أي حد تقبل دول الجنوب الأخذ بالمفاهيم والأبعاد الجديدة للتنمية لا سيما في إطار ما يسمى بالعولمة وتغيير مضمون التنمية ذاته حيث أصبح مفهوم متجدد غير ثابت ... الخ .

الكلمات المفتاحية

دول الجنوب، مفهوم التنمية، البيئة النظيفة