مجلة الحقيقة
Volume 2, Numéro 2, Pages 12-31
2003-12-30

التدخل الإنساني كآلية لتحقيق السلم العالمي بمفهوم دول الشمال

الكاتب : رقية عواشرية .

الملخص

عقب حرب الخليج الثانية وظهور ما اصطلح بتسميته النظام الدولي الجديد لم يعد السلم العالمي يقتصر أساسا على سلم وأمن الدول، وإنما تعدى ليشمل أيضا سلم وأمن الأفراد. ولتحقيق ذلك لم تتوان دول الشمال في تكريس سياساتها الخارجية وبالضغط على المنظمات الدولية والإقليمية لإضفاء صبغة المشروعية على تدخلها في شـؤون دول الجنوب تارة باسم حقوق الإنسان وحماية الأقليات كما حدث في جنوب العراق، وتارة ثانية من أجل إعادة الديمقراطية، وتارة ثالثة من أجل حماية مواطنيها في الخـارج, وتارة أخرى باسم تأمـين المساعدات الإنسـانية للمحتاجين كما حـدث خـلال عمليتي بالصومال.UNOSOM II والـ UNOSM I والواقع فإنه مهما تعددت المسميات التي أطلقت على تدخل دول الشمال في شؤون دول الجنوب فإن الغـاية واحدة وهي العودة إلى إحياء نظرية التدخل الإنسـاني , التي ظهرت بوادرها الأول قبل عصر التنظيم الدولي ودخلت طي النسيان بإبرام ميثاق الأمم المتحـدة . وبهذا تكون دول الشمـال قد ضربت بعرض الحـائط منظومة القيـم التي أرستها منظمة الأمم المتحـدة ، والتي دافعت عنها دول الجنوب أثناء إعداد ميثاقها وباركتها فيما بعد الدول الحديثة العهد بالاستقلال التي انضمت فيها بعد إلى هذا الميثاق، ونقصد بذلك خاصة مبدأي حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية الذي أقرته المادة (2) فقرة (4) من جهة, ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي كرسته المادة (2) فقرة (7) من جهة أخـرى , واللـذان يعدان من أهم انتصارات القانـون الدولي. وهكذا تتأكد حقيقة النظام الدولي الجديد الذي لا يحمل من الجدة إلا الاسم، وإنما هو نظام من صنع خيال الولايات المتحدة لتهدم به ما حققته دول الجنوب. وسوف تنحصر دراستنا في تحديد مفهوم التدخل الإنساني كمرحلة أولى ، على أن نستعرض في المرحلة الثانية مشروعية التدخل الإنساني في ضوء قواعد القانون الدولي الوضعي، ثم تبين إحياء مجلس الأمن لنظرية التدخل الإنساني ومدى شرعية ذلك كمرحلة ثالثة ، ثم التعرض إلى موقف الفقه الدولي من نظرية التدخل الإنساني كمرحلة رابعة ، وعلى نحو يمكننا ختاماً من أن نقف على ضرورة تجاوز نظرية التدخل الإنساني واستبدالها بمفهوم.

الكلمات المفتاحية

التدخل الإنساني، آلية لتحقيق السلم العالمي، دول الشمال، النظام الدولي الجديد