مجلة الحقيقة
Volume 2, Numéro 2, Pages 1-11
2003-12-30

مفهوم السلم ومظاهـره في شريعة الإسـلام

الكاتب : نورالدين طوابة .

الملخص

لقد جاء الإسلام بالعدل وحرّم الظلم على اتباعه ، وجعل من أهم تعاليمه وقيمه ومبادئه المودة والرحمة والتعاون والتضحية ، والتآخي بين الإنسان وأخيه الإنسان ، كل ذلك من باب تكريم واحترام العقل الإنساني وتقدير الفكر البشري لكونهما أهم وسائل التفاهم والإقناع بين البشر . فلم يبعث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإرغام أي أحد من الناس على عقيدة الإسلام رغم كونها العقيدة الحقّة ، بل كرّس المبدأ الذي نادى به الإسلام وهو أنه ( لا إكراه في الدين ) وذلك لكون أهم وسيلة في نشره ليست السيف والخنجر والعصا كما يدعي الكثير ممن تنصل من الموضوعية والدقة والأمانة العلمية من المستشرقين وأتباعهم من بني جلدتنا من المستغربين ، وإنما كانت أهم وسيلة في تبليغ تعاليمه للناس هي استعمال العقل والفكر والنظر فيما خلق الله في هذا العالم من أشياء قال تعالى مؤكدا هذا المبدأ : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلّهم جميعا ) وقال أيضا : ( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ، وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخرج عن هذه الوظيفة ؛ وظيفة التبليغ عن الله ـ عز وجل ـ والدعوة إليه فقد خاطبه سبحانه بقوله : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) كل ذلك حتى يكون الإسلام سلاما في معناه وسلاما في تبليغه وسلاما في الدعوة إليه وسلاما في تطبيقه بين المسلمين وغير المسلمين ذلك ما أحاول الإجابة عنه من خلال العناصر التالية لهذه المحاضرة .

الكلمات المفتاحية

السلم، شريعة الإسـلام، المستشرقين