مجلة الحقيقة
Volume 3, Numéro 1, Pages 11-30
2004-06-30

الحريات العامة بين الإسلام والغرب من حيث المرجعية والأهداف

الكاتب : سرير ميلود .

الملخص

إن تقرير مبدأ احترام الحريات لبني الإنسان من البديهيات التي استقر حولها الإجماع من قبل الأنظمة: سماوية كانت أم وضعية ، ولا يسع المرء أن يستقرئ نصوصها جميعاً في عجالة كهذه. فمما جاء في المواثيق الدولية الوضعية ، ما نصت عليه المادة الرابعة من إعلان حقوق الإنسان الفرنسي الصادر سنة 1789م ، بأن الحرية هي: قدرة الإنسان على إتيان كل عمل لا يضر بالآخرين . ومما جاء في الشريعة الربانية قوله تعالى: ((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)). وقوله تعالى: (( لإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) . وما جاء لتطبيق عملي لهذه النصوص على لسان الخليفة العادل عمر الفاروق حين قال: ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً )) . فالحرية ضرورة فطرية جبل عليها الإنسان ، يحب ويحرص على ممارستها ، على أوسع نطاق فإذا اعتدي عليه فيها ، تضييقاً أو إلغاء ، انتفض وزمجر ، وأحس بأن كيانه وإنسانيته ذاتها مهددة . فلذا نال موضوع الحريات بكل مظاهرها وأوجهها ، أهمية بارزة ، وعناية خاصة ، من حيث التقنية والتقعيد والضبط ، في كل الشرائع والقوانين . لكن – كما سنرى – فإن مرجعية هذه الحريات تختلف من نظام إلى نظام ، ومن شريعة إلى شريعة. وفي هذه المقالة المتواضعة ، سأتناول بالتفصيل مرجعية هذه الحريات في النظام الإسلامي والغرب بصفة عامة ، محاولين من وراء هذه المقارنة ، إيجاد مقاربة القصد منها ، الاستفادة مما عند غيرنا من فوائد وإيجابيات ، وفي ذات الوقت إفادة غيرنا بما نملك في هذا الصدد . وعليه سيكون كلامنا ممنهجاً في المحاور التالية: 1/ المحور الأول:- ماهية المرجعية والخلفية العامة للحريات . - المستند الشرعي للحريات في الإسلام كنظام سماوي يحرص على الحريات بكل أنواعها . - مصادرها في النظام الإسلامي: 1/ القرآن الكريم . 2/ السنة النبوية. 3/ اجتهادات فقهاء الأمة. - نماذج تطبيقية لبعض هذه الحريات: ( كحرية التعبير والتفكير( حرية الرأي )

الكلمات المفتاحية

الحريات العامة، لإسلام والغرب ، المرجعية والأهداف