الرواق
Volume 4, Numéro 2, Pages 73-88
2018-12-31

أطروحة الوهم الاجتماعي لدى الشاب الجزائري في ظل الإعلام الجديد: بين فخ الصورة و موت الواقع

الكاتب : طايلب نسيمة .

الملخص

إذا كان الوهم مرتبطا بفكرة الهروب عن الواقع وصرف النظر عنه– ليس نكرانا له إنما تكريسا لصراع متجذّر بينه و بين الحقيقة – فان ّ الإعلام الجديد عبر وسائطه المتعددة و بتكنولوجياته المتطورة يسعى يوما بعد يوم لِوَأْد الواقع عبر دمج الأنا بالآخر، حيث يرتبط الأنا العربي بالآخر الغربي على نحو ينسى الأنا أناه، لا لشيء إلاّ لكون حياة الآخر- حسبما يصوّرها الإعلام العالمي- جنة يسودها النعيم والرخاء، لا فتن فيها و لا حروب و لا حتى مشاكل... هذه الصورة النمطية التي يتلقاها الشاب الجزائري المستهلك للمضامين الغربية دون أن يساوره أي شك حول صحتها من عدمه أو كمالها من نقصانه، هي ما يخلق لديه رغبة ملحة و إصرارا لا يردّ لاكتشاف هذه الجنة. فتفعل وسائل الإعلام الغربية أو حتى العربية ذات المحتوى الغربي فعلتها بشريحة واسعة من الشباب الجزائري، فيصاب المتلقي –على إثرها- بالوهم الاجتماعي الذي يرتبط بعالم من الأحلام والرومانسية التي يؤمن بها المتلقي دون أن يبلغها لتصبح بذلك سَرَابا، فكم من شابة انتفضت على أهلها وأعرافها الاجتماعية من أجل الزواج بمن تحب أو العيش في استقلالية و كأنها ليست قطعة من هذا المجتمع المحافظ، و كم من شاب نفر من الحلال وابتغى العلاقات غير الشرعية بدعوى التعرف أكثر على شريكة حياته، كم من زوجة أهملت واجباتها المنزلية و التزاماتها الزوجية تحججا بالانفتاح العولمي، كم من زوج خان زوجته كما لو كانت الخيانة الحل الوحيد للمشاكل العائلية و عدم التوافق بين الزوجين، كم من ذكر وأنثى قاموا بعمليات اختطاف و قتل وثأر على الطرق الهوليودية أو البوليودية ... وراء كل تلك المصائب و الانحرافات الاجتماعية مشكلة الوهم الاجتماعي التي لا نحمّل مسؤوليتها كاملة لوسائط الإعلام الجديد بل تتقاسمها مع المستقبل جراء سلبيته في التلقي.

الكلمات المفتاحية

الإعلام الجديد ; الصورة ; الشاب الجزائري ; الوهم ; الواقع