الوقاية والأرغنوميا
Volume 10, Numéro 2, Pages 9-27
2016-12-15

1. أعراض وآثار الجلوس المطول للطلبة بقاعات التدريس في الجامعة دراسة أولية.

الكاتب : حمو بوظريفة . صبرينة سليماني . ويزة أوبراهم ويزة . محمد قاشي . سمية سمية . زكي مناوي . بايوب عيسى .

الملخص

عادة ما ترتبط الدراسة في الجامعة بالجلوس المطول سواء داخل الأقسام الدراسية أو ما تتطلبه عملية المطالعة من جلوس في المكتبات وأمام الأنترانت..إلخ. غير أن الجلوس لمدة طويلة قد يؤدي إلى ارتخاء العضلات البطنية (Sedentary Tummy)، وإلى التوزيع السيء لوزن الجالس، والذي يمكنه بدوره أن يحد من سريان الدم في الردفين والفخذين نتيجة ضغط الثقل الممارس على انسجتها اللينة (كرومر، Kroemer, 1971، غرانجين، 1980Grandjean,)، وهو ما يمكن أن ينجم عن اتساع الأوعية الدموية الحوضية، مما قد يؤدي إلى ظهور داء البواسير (Hemorrhoids) (زيليني، Zeleny, 1983). وهذا زيادة على تسطع أو إحدداب العمود الفقري وما ينجم عن ذلك من آلام في الظهر. الأمر الذي استقطب اهتمام الكثير من الباحثين للقيام بدراسة هذه الوضعية والآثار السيئة المترتبة عنها، وكيفية تحسينها بواسطة التصميم الجيد للكرسي بصفة خاصة ومراكز العمل في وضعية الجلوس بصفة عامة. لقد أشارت العديد من الدراسات إلى عدم التوافق ما بين تجهيزات الأقسام (الكراسي والطاولات) مع الأبعاد الجسمية للطلبة، ففي دراسة لـ كلوديا بارسال وآخرون (1999) Parcell el al، والتي أجريت على تلاميذ مدرسة ميتشغان، تمت الإشارة إلى وجود درجة هامة من اللاتوافق بين الأبعاد الجسمية للتلاميذ والكراسي والطاولات المتوفرة لديهم. كما أكد صلاح الدين بندك (2012)، Salaheddine Bendak، بأن هناك عدم تلاؤم شاسع بين الأبعاد الجسمية للتلاميذ والأثاث المدرسي المتمثل في الطاولات والكراسي.وقد توصل باهرامبور وآخرون (2013) Baharampour et al,،إلى أن هناك سوء تلاؤم بين الأبعاد الجسمية للطلبة والأبعاد الفيزيقية للكراسي والطاولات المستعملة بالجامعة، وفي نفس السياق أشارت نتائج الدراسة التي قام كيتيبيدين وآخرون (2013) Qutubuddin et al، إلى أن تجهيزات الكلية بعيدة عن التوافق مع القياسات الأنثروبومترية للطلبة، كما أظهرت نتائج دراسة بوظريفة وآخرون (2015)، بأن هناك عدم توافق بين الأبعاد الأنثروبمترية للطلبة وأبعاد الأثاث المتوفر على مستوى الأقسام، المدرجات والمكتبة المستعملة على مستوى جامعة الجزائر2. وقد يكون هذا الأمر عاملا من بين العوامل السلبية المؤثرة على الطلبة وعزوفهم عن حضور الدروس. خصوصا وأنهم يضطرون للجلوس المطول بهذه القاعات لمدة قد تصل إلى 6 أو 8 ساعات في بعض الأيام. ذلك أن إدارة الجامعة غالبا ما تلجأ إلى تكديس ساعات الدراسة في ثلاثة أيام فقط خلال الأسبوع دون مراعاة ضرورة إدخال فترات راحة، بل وحتى راحة وجبة الغداء لا تؤخذ بعين الاعتبار. وعليه تهدف الدراسة الحالية إلى الاطلاع على عناصر سوء تصميم المقاعد والطاولات المستعملة بقاعات التدريس، بالإضافة إلى الكشف عن أهم الأعراض والآثار الجسدية، السلوكية، المعرفية، والنفسية التي قد يعاني منها الطلبة نتيجة الجلوس المطول، إلى جانب محاولة الوقوف على الحلول التي عادة ما يلجؤون إليها لمقاومة سوء التلاؤم بين أبعادهم الجسمية وأثاث الأقسام.

الكلمات المفتاحية

الجلوس المطول، الأقسام ، الطلبة، الأعراض، الكراسيوالطاولات