مجلة الراصد العلمي
Volume 6, Numéro 1, Pages 225-236
2019-01-12

ترجمة الفيلسوف المشوهة

الكاتب : محمد صلاح بوشتله .

الملخص

قد لا تكون أشنع ترجمة بين شخوص الصّقع الأندلسي فقط، وإنما الأكثر بؤساً وإساءة في كتب الطّبقات والترّاجم قاطبة، تلك الترجمة التي خصها الفتح بن خاقان لابن الصائغ، والتي طفق فيها الفتح يهشم كل شيء جميل في سيرة فيلسوف الأندلس، مُجرّداً إياه من كل مناقبه، جاعلاً منه شخصية بملامح مقرفة وبشعة، ونموذجاً لكل المثالب، ليقودنا الفتح إلى الالتباس التاريخي في شأن ابن باجّه، وليُعظّم من شأن حيرتنا في حال الرّجل، وينغص بالتالي على تلقينا لباقي الشّذرات التّاريخية لابن الصائغ الممجدة له، بشكل يمكن اعتبار ترجمته زراعة للفوضى والضّبابية عن سيرة الرّجل الذي فاخرت به الأندلس (عراق المغْرِب) عراق المشرق، والذي قيل عنه أنه لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله في الفنون التي تكلم عليها إذا قرنت أقاويله فيها بأقاويل ابن سِينا والغَزّالي، بل وله الرّجحان في أقاويله وفي حسن فهمه لأقاويل أرِسطُو، تلك الضّبابية التي لم تصلحها ترجمة أخرى سيعيد كتابتها الفتح في موضع آخر هو "مطمح الأنفس" حفلت بالتّقريظ والمديح محل التّقريع والتّجريح اللذين حفلت بهما ترجمته لابن الصائغ في كتابه "قلائد العيقان".

الكلمات المفتاحية

ابن باجه، السّيرة، التّرجمة، التّهكم، المدح، الذّم.