مجلة الفكر القانوني والسياسي
Volume 2, Numéro 1, Pages 347-366
2018-05-05

أهمية القيادة والتغيير داخل مؤسسات الدولة

الكاتب : نورة بن وهيبة . لمين هماش .

الملخص

بدأت المجتمعات الحديثة ـ اليوم ـ تتجه نحو إحداث التغيير في العديد من الآليات والميكانيزمات ولا سيما على مستوى قوى القيادة والتي بدأت تتوجه نحو الاحترافية المهنية، فكلما توسعت المشروعات توطدت الكثير من الاتجاهات الجديدة وزادت معها أهمية القيادة وضرورة التمييز بين الأنماط القيادية واختيار النمط المختار والمناسب المساعد على إحداث التغيير خاصة عندما تتحدث على تغيير السلوك التنظيمي بالنسبة للأفراد العاملين داخل المؤسسة المعاصرة عن طريق قدرة التأثير على هؤلاء الأفراد من أجل تحقيق أهداف محددة لهم وللجماعات والمؤسسة . تعد القيادة الإدارية واحدة من أهم عناصر السلوك الإنساني وبالتالي من الواجب علينا في هذه المداخلة الكشف و القراءة المعمقة حول طبيعة النمط القيادي المتبع في مؤسسات الدولة، على أساس أن القيادة عملية أساسها التأثير الإيجابي أو السلبي على مجموع الأفراد العاملين وما ينبع عن هذا التأثير من شعور والمتمثل في الاحترام والإعجاب بالقائد بغض النظر عن سلطته الرسمية المرتبطة بتواجد مجموعة من الأهداف مما يستدعي أن تكون للقائد مجموعة من المؤهلات القيادية والاتصالية من أجل تحسين العلاقة بين القائد والمرؤوسين وجعلها علاقة متبادلة، فكلاهما يؤثر في سلوك الآخر. تحاول المؤسسة اليوم سياسية كانت، اقتصادية، اجتماعية في تجسيد المعادلة الصعبة التي تجمع بين (القيادة – الاتصال –التغيير) حيث أن تحقيقها ممكن بحيث يكفي أن يكون للقائد و الأتباع القناعة الكبرى في حتمية التغيير نحو الأحسن . تعد القيادة الإدارية واحدة من أهم عناصر السلوك الإنساني، فقد أصبحت عاملا هاما في تعريف الحضارة على مدار العصور، فمن أجل أن نفهم الماضي يجب أن ندرس القادة الذين شكلوا التاريخ فعندما نستوعب الحاضر، فإننا ننظر إلى القادة السابقين وإلى القادة الحاضرين الذين يؤثرون في حياة الملايين والمثير للانتباه بقدر ما هو منطقي هو أن الأشخاص ينظرون إلى القادة الحاليين ليستكشفوا ما قد يحدث في المستقبل، حيث أن من المعروف أن رؤية هؤلاء القادة تحمل في طياتها مفاتيح المستقبل. وعليه وباعتبار أن الإدارة هي جزء من القيادة وهي النشاط الذي تمارسه هذه الإدارة عن طريق تنظيماتها العامة التي تهدف إلى المشاركة في وضع السياسة العامة والقيام بتنفيذها، حيث يعبر عن القيادة بالمعادلة التالية: القيادة = قائد + جماعة + أهداف + تأثير و من هذا المنطلق فإن القيادة تمثل مجموعة من المتغيرات الهامة و الإستراتيجية التي تساهم في نجاحها واستمراريتها وديناميكيتها، فالقيادة تترجم عن طريق ذلك القائد الممثل بالشخصية القوية والكاريزما الفعالة وقدرة الإقناع من خلال نقل المعلومة بين طرفي المؤسسة خاصة بين الإدارة والعمال باختلاف المستويات المهنية و بالتالي يصبح القائد الناجح هو ذلك الشخص الذي يؤثر بكل صفاته المترجمة بقوة الشخصية والتي تؤثر بدورها على الأفراد والجماعات.

الكلمات المفتاحية

القيادة ، التغيير، المؤسسة، السلوك القيادي، السلوك الإنساني