جسور المعرفة
Volume 2, Numéro 5, Pages 98-118
2016-03-01

تعليمية الكتابة العربية من التشكيل إلى التحويل

الكاتب : مكي درار .

الملخص

الكتابة والخط مفهومان، مترادفان، إلا أن الأول أعم، من حيث مجال العمل والاستعمال. ونحن نريد الحديث عن الخط المسمى عند القدماء رسما، وهو قرين الضبط والإعجام. ولكن الرسم أقرب إلى مفهوم الخط من غيره، لقربه من عملية التزيين والتلوين. لقد نشأ الخط العربي رسوما بصرية، محتفظة بما يتحرك في المحيط العربي، وقد اتخذه العربي في البداية وسيلة للمعرفة، ونقلا للأفكار، ثم اكتسب قداسة، عند ما سجل به القرآن الكريم، ثم صارفنا تزين به الآثار والمآثر، وانتهى به الأمر إلى الجمع بين المدركات البصرية والسمعية في المصحف المرتل. لقد كان أول ما حفظ للخط العربي هبته وقدسيته، تعبيره عن آي القرآن مفرقة، قبل جمعها في المصحف المرتل. وما برز من إشكال، هو جمود الخط العربي شكلا وتعبيرا عن المسموع كما هو مسموع، ثم استرجاع الصور الفكرية المرسومة إلى كميات صوتية منطوقة. وهل يوجد في تراثنا ما يحمل ملامح التعبير عن الصورة والصوت معا، وكيف يمكن تطوير ذلك، وتنقيته وترقيته إلى مصاف الخطوط البصرية السمعية العالمية. لقد انصرف الناس إلى الخط العربي تزيينا وتلوينا وتنويعا؛ ولكنهم انصرفوا عنه تطويرا وتعبيرا وتوظيفا، فبات متخلفا عن التعبير عنه المسموع كما هو مسموع، وظهر في العالم ما يسمى بالكتابة الصوتية، وبقي الخط العربي فاقد الصوت وبلا صيت. وما تسعى إليه هذه المداخلة، هو تقديم صورة عن الخط العربي كما كان، وكما هو كائن، وكما ينبغي أن يكون، مع البحث عن الإجراءات العملية للتسهيل والتطوير والتحسين. تلكم هي إشكالية المداخلة، في أبعادها وأهدافها ومبتغياتها ومقاصدها الكلية العامة، تبقى تفاصيلها وكيفيات تطبيقها وتوظيفها، نعرضها مفصلة لاحقا بحول الله.

الكلمات المفتاحية

تعليمية الكتابة; التعبير الكتابي; الخط العربي; الحرف العربي