جسور المعرفة
Volume 2, Numéro 5, Pages 58-68
2016-03-01

التداخل اللغوي وأثره في أفراد المجتمع العربي

الكاتب : ليلى صديق .

الملخص

لقد جاء في أساس البلاغة تعريف لمصطلح التداخل بأنّه: "كلّ من دخل في قوم أو انتسب إليهم وليس منهم، يقال له دخيل في بني فلان وهم دخلاء فيهم"( ). ولا أحد منّا ينكر أنّ اللّغات تتداخل وتتلاقح كلّما اتّصلت إحداها بالأخرى بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وأنّ أيّ لغة من لغات العالم كما تؤثّر في غيرها، فإنّها أيضا تتأثّر، وإنّه من "المتعذّر أن تظلّ لغة بمأمن من الاحتكاك بلغة أخرى"( )، ويرى فندريس أنّ تطوّر اللغة مستمر في معزل عن كلّ تأثير خارجي يعدّ أمرا مثاليا لا يكاد يتحقّق في أيّة لغة بل على العكس من ذلك فإنّ الأثر الّذي يقع على لغة ما من لغات مجاورة لها، كثيرا ما يؤدّي دورا هاما في التطوّر اللغوي، ذلك لأنّ احتكاك اللغات ضرورة تاريخية، واحتكاكها يؤدّي حتما إلى تداخلها( ). وأهم ناحية يظهر فيها التداخل هي الناحية المتعلّقة بالمفردات أين تنشط حركة التبادل بين اللغات ويكثر اقتباسها بعضها من بعض، ولهذه الظاهرة اللغوية عواملها التي يتتبّعها الدارسون عبر مسيرة الصّراع اللغوي بين اللغات من أجل البحث عن الأسباب التي تجعل لغة ما أكثر انتشارا من لغة أخرى ودرجة صمودها أمام غزو اللغات الأخرى لها.

الكلمات المفتاحية

التداخل; الصّراع اللّغوي;الاقتراض; الدخيل;المعرّب;اللّغات الأعجمية; اللّهجات